مع تقديرات إسرائيلية جديدة بهجوم إيرانى وشيك خلال الساعات المقبلة قبل قمة قطر بشأن الهدنة فى قطاع غزة، قال المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى إن التراجع غير التكتيكى أمام إسرائيل سيكون خطأ فادحا.
وبحسب التقديرات فى إسرائيل، فإن الإيرانيين لا يريدون الانتظار إلى ما بعد القمة فى قطر، ومن المحتمل أن يتم الهجوم خلال الساعات المقبلة، وفق ما أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.
يعزز هذا الاتجاه تأجيل وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن زيارته للشرق الأوسط التى كانت مقررة أمس، وذلك على خلفية حالة عدم اليقين بشأن الهجوم الإيراني.
وبينما تستمر حالة الترقب العالمى فى انتظار الرد الإيرانى على إسرائيل على خلفية عملية اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد العام لحزب الله فؤاد شكر، وصفت طهران الدعوات الغربية لوقف التصعيد بـ «الوقحة»، بينما استمرت حالة تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل عبر الحدود.
ومن جهته، قال المبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين، خلال زيارة لبيروت، أمس، إن الصراع بين حزب الله وإسرائيل طال أمده ويجب وضع حلول دبلوماسية له. وأضاف أنه لا يوجد وقت لإضاعته بشأن الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، مضيفا أن «الحل فى غزة ينعكس إيجابا على لبنان. وعبر هوكشتاين عن اعتقاده بأنه يمكن إنهاء الصراع فى لبنان إذا توافرت الإرادة، مشيرا إلى أنه كلما زاد التوتر زادت فرص حدوث مشاكل تؤدى لتصعيد يخرج عن السيطرة.
فى هذه الأثناء، أرجعت القناة 12 الإسرائيلية أن أسباب تأخر الرد الإيرانى يعود إلى نشر القوات الأمريكية، والتهديد بفرض عقوبات اقتصادية على طهران .
وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن إنه يتوقع ألا تهاجم إيران إسرائيل إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال بايدن، للصحفيين بعد وصوله إلى «نيو أورلينز»: «هذا هو توقعي». وجاء رده بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة هو وحده الذى سيمنع إيران من الرد المباشر على إسرائيل. وبحسب القناة الإسرائيلية، فإنه ليس لدى إسرائيل أى معلومات عن موعد الرد المتوقع، والجهاز العسكرى يستعد لكل الاحتمالات لتجنب المفاجأة.
أما فى طهران، فقد رأت وزارة الخارجية الإيرانية ان دعوات بريطانيا وفرنسا وألمانيا لوقف التصعيد تفتقر إلى المنطق السياسى وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي، وذلك بعد أن أصدرت القوى الثلاث بيانا أمس الأول حثت فيه على الهدوء وضبط النفس. لكن مصادر إيرانية رفيعة المستوى أشارت إلى أنهم لن يضربوا إلا إذا فشلت محادثات السلام المقرر استئنافها اليوم.
وأعرب ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عن أسفه لأن البيان المشترك الصادر عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا «يطالب إيران بوقاحة بعدم الرد على انتهاك سيادتها وسلامة أراضيها». وبدلاً من ذلك، تحدى كنعانى الأوروبيين بأن «يقفوا مرة واحدة وإلى الأبد ضد الحرب فى غزة والتحريض على الحرب من جانب إسرائيل».
وكان البيان المشترك قد دعا إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن الهجمات التى من شأنها أن تزيد من تصعيد التوترات الإقليمية وتعريض فرصة الاتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، الذين ما زالوا محتجزين فى غزة للخطر. وقالت الرسالة، التى وقعها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والمستشار الألمانى أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، إن إيران «ستتحمل مسئولية الأعمال التى تعرض فرصة السلام والاستقرار للخطر».