عادات غذائية تؤدي للاصابة بالسكتة الدماغية المميتة

أشارت دراسة بارزة الى ان عادات غذائية شائعة قد تؤدي الى ارتفاع مثير للقلق في حالات السكتة الدماغية المميتة، حيث توصل الخبراء إلى أن استهلاك المشروبات الغازية، واتباع نظام غذائي منخفض في أوميجا 6، وهو نوع من الدهون الضرورية للصحة، كان - من بين 23 عاملاً - وراء 8 من كل 10 حالات سكتة دماغية.

ومن بين العوامل الأخرى التي حددها العلماء تلوث الهواء، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، ونمط الحياة المستقرة، وارتفاع نسبة الكوليسترول..والتي تشكل مجتمعة سببا في 84% من الحالات على مستوى العالم.. وفقا لصحيفة الديلي ميل البريطانية.

وقال الخبراء إن الدراسة، التي نشرت في مجلة لانسيت لعلم الأعصاب المرموقة، توفر أملا "هائلا" في إمكانية معالجة هذه الحالة من خلال تغييرات في نمط الحياة.

وقالت الدكتورة كاثرين جونسون، الخبيرة في أمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة واشنطن، والتي شاركت في الدراسة: "مع ارتباط 84% من عبء السكتة الدماغية بـ 23 عامل خطر قابل للتعديل، فهناك فرص هائلة لتغيير مسار خطر السكتة الدماغية للجيل القادم".

"إن تحديد طرق مستدامة للعمل مع المجتمعات المحلية لاتخاذ إجراءات لمنع ومراقبة عوامل الخطر القابلة للتعديل للسكتة الدماغية أمر ضروري لمعالجة هذه الأزمة المتنامية."

وللمرة الأولى، كشفت الدراسة، التي تم تقديمها في مؤتمر السكتة الدماغية العالمي في أبو ظبي، عن مدى خطورة تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة في حدوث نزيف دماغي مميت.

وقد ساهم التدخين في 14% من الوفيات والإعاقة الناجمة عن هذا النوع الخطير من السكتة الدماغية، حيث تشير الدراسة إلى أن تلوث الهواء على قدم المساواة مع التدخين.

وبين عامي 1990 و2021، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية طارئة بنسبة 70%. وزادت حالات السكتات الدماغية المميتة بنسبة 44%.

وتشمل أعراض السكتة الدماغية تحت هذا الاختصار المكون من أربعة أحرف، FAST، والذي يرمز إلى الوجه والذراعين والكلام والوقت، وهناك علامات أخرى شائعة تنذر بخطر السكتة الدماغية، وغالبا ما تمر دون أن نلاحظها. وتشمل هذه العلامات تنميلا مفاجئا في أحد جانبي الجسم، ودوارا مفاجئا وصعوبة في البلع.

وتؤثر السكتات الدماغية على أكثر من 100 ألف بريطاني سنويا - بمعدل حالة واحدة كل خمس دقائق - مما يؤدي إلى وفاة 38 ألف شخص.. وهذا يجعلها رابع أكبر قاتل في المملكة المتحدة وأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة.

تحدث المشكلة عندما ينقطع إمداد الدم إلى المخ، مما يؤدي إلى موت خلايا المخ. وقد يؤدي هذا الضرر إلى الإعاقة على المدى الطويل ويؤثر على طريقة تفكير الأشخاص وشعورهم.

السبب الأكثر شيوعا هو الرواسب الدهنية أو جلطة دموية تسد الشرايين المغذية للمخ - والمعروفة باسم السكتة الدماغية الإقفارية.. ويحدث هذا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، عندما تصبح الأوعية الدموية ضيقة أو مسدودة بمرور الوقت بواسطة اللويحات.

لقد حذر الخبراء منذ فترة طويلة من المشروبات الغازية بسبب ارتباطها الضار المستمر بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض القلب التاجية.

وفي الوقت نفسه، كان النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة منخفضة من أحماض أوميجا 6 الدهنية غير المشبعة - والتي توجد في الزيوت النباتية والمكسرات والبذور - سبباً في ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض بنسبة خمسة في المائة.

ويعتقد أن أوميجا 6 يلعب دورًا في تعزيز صحة القلب والدورة الدموية، كما أن الأنظمة الغذائية السيئة، الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة، قد تكون منخفضة في هذه العناصر الغذائية.

نصف حالات الإعاقة والأرواح المفقودة بسبب السكتة الدماغية على مستوى العالم في عام 2021 كانت نتيجة للسكتات الدماغية النزفية، وهي الشكل الأكثر فتكًا.. وهي السكتات الدماغية التي تحدث بسبب النزيف في الدماغ.

ولكن تم تحقيق تقدم في الحد من العبء العالمي للسكتة الدماغية الناجم عن عوامل الخطر المرتبطة بمجالات أخرى من سوء التغذية، وتلوث الهواء، والتدخين، وفقا للدراسة.