اصرخوا بأعلى صوت حتي يسمعكم من به صمم،أو موتوا كمداً بلا ثمن، فالأمر جلل، لأننا بصدد قضية من فرط خطورتها،كافية بأن تثير الرعب في النفوس، بل و تهتز لها كراسي ذوي السلطة من المعنيين بأمن المجتمع و استقراره، فنحن أمام جريمة خطف حدثت جهاراً نهاراً في قلب العاصمة ، وليس في منطقة نائية أو صحراوية .. نعم جريمة خطف طالب، واحتجازه في جراج أسفل إحدي البنايات بمنطقة الفسطاط، قسم مصر القديمة، والاعتداء عليه بسلاح أبيض، وإصابته بأنحاء متفرقة بجسده، الضحية أو المجني عليه اسمه مصطفي رمضان عيد محمد ، عمره 19 سنة، تم استدراجه، ثم خطفه والذهاب به الي الجراج والاعتداء عليه، بالضرب من قبل ثلاثة أشخاص، حسبما يبين فيديو ، يتضمن جزءاً من مشاهد الجريمة . والمتهمين الثلاثة هم ياسين وليد،عبد الرحمن هشام وشهرته "بودي"، وثالثهما محمد حسن خليفة، حيث ضربوه بالأيدي، كما استخدموا الأسلحة البيضاء، وتحرر المحضر رقم 11751 لسنة 2024 جنح مصر القديمة ، مديرية أمن القاهرة .
ليس مهماً في تلك الواقعة المُرعبة، التي تهتز لها الأبدان، البحث عن الأسباب و الدوافع وراء ما جري،وأيا كانت تلك الأسباب، ليجري ما جري، ومهما بلغت درجة الخلاف بين الأطراف، هل يمكن التجرؤ للقيام بهذا الفعل الذي تتصدع أمام بشاعته كراسي ذوي السلطة، لكن المهم هنا، لماذا انتشرت جرائم الخطف في الأونة الأخيرة؟..و هل أصبحت ظاهرة من كثرة تكرارها؟، أم أن المجرمين، مهما كانت أعمارهم، أمنوا العقاب؟ سواء من الملاحقة الأمنية، أو أن القانون الحالي ليس كافياً لردع مرتكبي هذا النوع من الجرائم البغيضة .
ان كان زحام التساؤلات لا ينفض ولا يتلاشى، الا أن طغيان الاتهامات في هذه الحالة أكبر وأكبر واكبر ، ومُجملها يدور في فلك البلطجةواثارة الفوضي في بلد مستقر أمنياً واجتماعياً، فالأمر هنا لا يحمل أي اتهام بالتراخي ، فليس من المعقول، أو المقبول أن يتواجد الأمن علي رأس كل شارع وحارة، أو علي باب كل منزل، لكن لا بد وأن يكون موجوداً، ويراه كل من يفكر في ارتكاب جريمة، علي أي حال، هناك اسباب تبدو غير ملموسة، هي التي تحرض ضعاف النفوس علي ارتكاب مثل هذه الجرائم من ناحية، و ربما تكون المجاملات، وهي آفة كبري، أو ربما الحلول العرفية من الوجهاء، و التي تضع القانون علي الرف من ناحية أخري .
يا سادة .. ربما تكون المشاجرات بين الشباب في المناطق الشعبية مثل حي مصر القديمة مقبولة، و مستساغة، باعتبار أنها تتكرر كثيراً مثل بقية المدن الكبري، أو الريف من الصعيد الي الدلتا، أو أي مكان آخر ،لكن خطف شخص من الشارع علناً، وتهديده وبث الرعب في نفسه، فهذه جريمة ارهابية بالمقام الأول، ألم يكن هذا كافياً، بأن تنقلب الدنيا رأساً علي عقب، ألم يكن كافياً للاستنفار، وتقديم المتورطين لمحاكمة عاجلة ورادعة،لهم ولكل من تسول له نفسه القيام بهذا الفعل المشين، و أيضاً ترسيخ هيبة الدولة، فلابد وأن تكون الدولة حاضرة ولو في الأذهان، فالصمت أمام هذه الجريمة كارثة ترسخ للفوضي وتدفع لتنامي الخوف .
نعم ،،، المناطق الشعبية ذاخرة بال "خناقات" والمشاجرات التى تنشأ لأي سبب كان، لكن التجرؤ علي خطف مواطن وبهذه الصورة، أكرر مرة ثانية، بل مرات أخري، التجرؤ علي خطف مواطن، جريمة تهدد أمن المجتمع، وتشجع غيرهم علي ارتكاب مثل هذا النوع من الجرائم، فانتبهوا ولا تستهينوا !!