لا أعرف بالضبط كيف أبدأ وأين ابدأ، فالقضية امتزج فيها الإنساني والأخلاقي بالقانوني، وما بينهما تكمن المأساة، بل وتعجز الألسنة عن إيجاد وصف دقيق، يليق بالواقعة التي تمثل من الناحيتين القانونية والإنسانية جريمة بشعة، لا يرضاها انسان سواء لذويه، أمه أو زوجته ، ابنته أو أخته ، ولا يرضاها لغيره من بني وطنه .
الموضوع يتعلق بسيدة مسنة اسمها عفاف ابراهيم أحمد، تعيش و معها ابنتها القعيدة التي لا تتحرك من مكانها بسبب مرض ضمور العضلات، السيدة تعرضت للقهر النفسي والاعتداء البدني من مجهولين داخل مقر سكنها ، وأدي الضرب المبرح الي حدوث كسور ، جري التعامل الطبي معها ، بتركيب شرائح ومسامير في الركبة ، وهي محجوزة حالياً باحدي المستشفيات التابعة للحكومة، والتي صدر عنها تقرير بالحالة .
التفاصيل بحسب البلاغ المقدم لنيابة الطالبية، تقول أن السيدة فوجئت بالتخبيط علي باب شقتها ، ولأنها تعيش مع ابنتها القعيدة، توانت في فتح الباب نتيجة الخوف، ودخلت قوة من الشرطة تبحث عن شخص يدعي كريم جمال، قالوا أن لديه مخدرات، وتم الاعتداء البدني علي السيدة المريضة، وانصرفوا بعد تفتيش المنزل، والفيديو يوضح جانب من القوة المعتدية ، وتبين أن القوة ليست من مباحث الطالبية حيث مقر إقامة السيدة، وهذا يعني أن القوة اما من مكتب مكافحة المخدرات بالمديرية أو من الإدارة العامة ، خاصة انهم يبحثون عن شخص لديه مخدرات ، وأيا كانت الجهة، ما الداعي لتكسير عظام سيدة مسنة ، ثم الانصراف وكأن شيئاّ لم يكن، أليست مهزلة تسئ لمن ارتكبها ، و تفتح باب المزايدات من جانب المارقين واعلامهم ، مجرد تساؤلات مشروعة .
وعلي أي حال هل سيتم فتح تحقيق رسمي ، والاطلاع علي الفيديو القصير الذي يؤكد حدوث الواقعة ومرتكبيها والجهة التابعين لها ، حتي يشعر المواطن البسيط بالأمان وتشعر السيدة المسنة بأنها في حماية القانون من دون خوف .