في منتصف الثمانينات وجد عمر الشريف نفسه في موقف صعب عندما جاء لمقابلته للمرة الأولى الفتى الإيطالي روبن الذي لم يتجاوز عمر الـ16 عاما، ويخبره أنه والده من الصحفية الإيطالية لولا دي لوكا التي ألتقى به النجم العالمي في نهاية الستينات، لم يكن يبحث الفتى الشاب إلا عن اعتراف وأبوية وكان ذلك هو الشيء الوحيد الذي لم يستطيع عمر الشريف إعطاءه له.
لم يشك عمر الشريف لو لحظة في أن الفتى الإيطالي هو نجله خاصة مع الشبه الكبير بينهما، وفقا لتصريحات الفنان الراحل في لقاء مع المخرجة إيناس الدغيدي في برنامج «الجريئة»، ولكنه لم يستطيع منحه ما جاء من أجله، «قولت له أنت فعلا ابني أنا مش بنكرك، لو محتاج أي حاجة كلمني.. لكن مش هقدر أكون أبوك»، معللا بذلك أن مشاعر الأبوة لا يمكن بنائها بين يوم وليلة فهو لم يعرف هذا الطفل ولا يعرف والدته ولم يكن بينهما علاقة حب من الأساس، وبالتالي لا توجد مشاعر يستطيع منحها له.
لقاءات معدودة جمعت روبن وعمر الشريف بعد اللقاء الأول، منها لقاء في عام 1996 عندما طلب الفتى الإيطالي من الشريف أن يحضر حفل تخرجه، ولقاء آخر في 2005 كان الأخير بينهما قبل أن يرحل الفنان العالمي بعد ذلك اللقاء بـ 10 سنوات، تحديدا في 10 يوليو 2015.
رفض عمر الشريف في الاعتراف بـ روبن كان دافع قوي أمام الفتى المولود في 1970 ليثبت لوالده أنه لا يرغب في أمواله أو شهرته، حتى أصبح الآن روبن دي لوكا البالغ من العمر 55 عاما، واحد من أشهر علماء النفس وكتاب الجريمة في إيطاليا، ولديه حوالي 100 منشور في علم الجريمة وتحديدا جرائم القتل المتسلسلة، والذي يعتبر أحد الخبراء الرائدين فيها على المستوى الأوروبي، حيث حصل على العديد من الشهادات في هذا المجال من بينها الماجستير الدولي في علوم الطب الشرعي والجنائي، وهو محاضر في CSC (مركز الدراسات الجنائية)، وأستاذ علم النفس الشرعي في جامعة توشا الإيطالية.
صورة وحيدة لـ عمر الشريف على الحساب الخاص لـ روبين دي لوكا على «فيس بوك»، تضمنت كواليس اللقاء الأخير بينه وبين والده، في مدينة روما عام 2005 بعد ما مر أكثر من 17 عاما على لقائهما الأخير، قائلا: «كان ذلك في عام 2005، وكان عمري 35 عامًا، وكان يمر بروما وأقام فيها يومين فقط، تمكنت من معرفة الفندق الذي كان يقيم فيه وقدمت نفسي له، لقد تحدثنا كرجل لرجل، وليس كابن لأب، وأعربت له عن كل شكوكي وطرحت عليه جميع الأسئلة التي أبقاها الطفل أولاً ثم المراهق محبوسين داخل أنفسهم لسنوات».