
تحولت مظاهرات حاشدة في بعض المدن الإيطالية، إلى ما يشبه حرب شوارع مع الشرطة في روما، كما في ميلانو وتورينو وبولونيا، بعد إعادة التحقيق بمقتل مصري الأصل، اسمه رامي الجمل وعمره 19 عاما، أثناء قيام دورية للشرطة بمطاردته وهو على دراجة نارية يقودها صديقه التونسي، فارس بوزيد، مساء 25 نوفمبر الماضي في مدينة ميلانو.
وفي التحقيق الرسمي أن دراجة الجمل وبوزيد، لم تتوقف استجابة لأمر الشرطة حين وصلت أمام نقطة تفتيش، واتجه سائقها بسرعة إلى الناحية العكسية ما دفع قوات الأمن لملاحقتهما، وهو ما ورد في "العربية.نت" و"الحدث.نت" ذلك الوقت، وأثناءها اصطدمت الدراجة بسيارة أخرى، "أو ربما بعمود إنارة"، وفقا لما ذكرت وسائل إعلام إيطالية، ما تسبب بمقتل رامي الجمل وإصابة صديقه التونسي بجروح ورضوض.
أما مظاهرات واشتباكات السبت مع الشرطة، فسببها تأكيد التحقيق، بعد إعادة فتحه، بأن قوات المطاردة تعمدت صدم دراجة الجمل وصديقه بعمود إنارة، لذلك وجهت النيابة العامة بميلانو تهمة القتل العمد إلى 3 أفراد من الشرطة، وعلى إثرها تعالت أصوات نددت باستخدام الشرطة للقوة المفرطة، وشهدت مواقع التواصل حالة جدل وغضب، ومطالب بإصلاح شامل للمنظومة الأمنية بإيطاليا. كما دخلت منظمات حقوقية وحركات طلابية وأحزاب يسارية معارضة للحكومة برئاسة جورجيا ميلوني على الخط ودعت للتظاهر.
وسريعا لبى الدعوة 1000 على الأقل بميلانو، ومدن أخرى، مع يافطات بالعربية والإيطالية تطالب بالعدالة للمصري وللجريح التونسي. أما في مدينة تورينو، فتحولت مظاهرة تضامنية إلى أعمال عنف، حيث هاجم حوالي 400 متظاهر مركزا للشرطة، في حين استخدم المحتجون الطلاء والبيض والقضبان والألعاب النارية القوية، وهاجموا شاحنات الشرطة بعنف، ما أدى إلى انسحاب قواتها مؤقتا. ثم امتد الغضب ليشمل مراكز وثكنات للشرطة بمنطقة أخرى.