جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الادارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الكورة والملاعب   2025-08-23T08:25:07+03:00

تفاصيل التظام الغذائى الكامل ل محمد صلاح

ضياء خضر

على الرغم من أن فوز نجم مصر محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى للمرة الثالثة فى مسيرته، جاء عن جدارة واستحقاق يشهد بهما القاصى والدانى، إلا أن السؤال الذى يثير حيرة الصحافة الإنجليزية، هو كيف تمكن لاعب يبلغ من العمر الثالثة والثلاثين من تحقيق هذا الإنجاز فى دورى هو الأصعب والأقوى فى العالم؟.

 

إجابة هذا السؤال تحديدا كانت محور تقرير مطول لموقع صحيفة «ذى أثليتيك» البريطانية، وفيه توصل لخيوط مهمة تكشف جوانب مخفية وأسرارا منحت صلاح القدرة على الاستمرار فى اللعب على أعلى المستويات والبقاء فى القمة بل والتفوق على نخبة من أفضل لاعبى العالم ومنهم من يصغره فى العمر بكثير، كما كان أداؤه وأهدافه وتمريراته عناصر ساعدت ليفربول على حسم لقب الدورى الانجليزى.

 

ويؤكد تقرير «ذى اثلتيك» أن أداء صلاح الموسم الماضى كان ثمرة عوامل عديدة، داخل الملعب وخارجه، والرابط الذى يجمعها جميعًا هو رغبته واستعداده لبذل قصارى جهده لتقديم أفضل ما لديه، مهما كان عمره، كما يكشف السر يكمن فى ايطاليا، حين انضم إلى نادى روما، حيث وقع عقدا دائما قادما من تشيلسى، وعمل على تحسين نظام الإعداد والتعافى.

 

وبفضل ما قدمه منذ انضمامه لصفوف «الريدز»، حصل صلاح على عقد جديد لمدة عامين، على الرغم من أن سياسة «مجموعة فينواى سبورتس»، مالكة نادى ليفربول، تقضى بعدم التجديد لأكثر من موسم واحد للاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين، خاصة فى مرحلة الثلاثينيات يبدأ فيه معظم اللاعبين الكبار فى إظهار علامات التراجع، إلا أن صلاح تمكن من الضغط على دواسة الوقود والانطلاق إلى بُعد جديد تمامًا من دون منافس؟.

 

واستشهد «ذى اثلتيك» بمقابلة صلاح مع صحيفة «ليكيب» قبل ثلاثة أعوام، قال فيها إنه فى إيطاليا بدأ البحث عن التفاصيل التى تساعده على التعافى بشكل جيد والشعور باللياقة البدنية بعد المباراة، حيث اشترى أجهزة تمارين للقلب، وبنى ملعبًا خاصًا للتدريب فى حديقته ليتمكن من تحسين مهاراته تحت إشراف مدرب خاص.

 

وينقل عن كتاب «مطاردة صلاح»، يروى المؤلف سيمون هيوز تفاصيل معسكر تدريبى شاقّ قبل انطلاق الموسم فى إيفيان بجنوب فرنسا، بإشراف مدرب ليفربول السابق يورجن كلوب عام 2018، حيث كان مدلكو النادى وأطباء العلاج الطبيعى منشغلين بمعالجة إصابات زملائه، انحصرت مهمة صلاح فى التحضير والتأكد من جاهزية جسده لأيّ تحدٍّ قد يُواجهه به كلوب فى اليوم التالى، فى كتاب هيوز، يصفه أحد الذين عملوا مع صلاح خلال فترة تعافيه بأنه «آلة.. وحشٌ خارق».

 

كما يذكر الكتاب أنه خلال المعسكر كان اللاعبون يتدربون ثلاث مرات يوميًا، إلا أن صلاح بجانب ذلك كان يبدأ يومه وينهيه بزيارات متكررة إلى صالة الألعاب الرياضية، مواصلًا عادة بدأها فى تشيلسى معتبرا أن التدريب الشاق هو الملاذ الآمن الذى قد يمنحه الفرصة لمواصلة اللعب بالدورى الإنجليزى.

 

ويضيف، أنه بعودة «الفرعون» إلى إنجلترا عام 2017، كان التدريب الرياضى جزءًا لا يتجزأ من حياته، داخل النادى وخارجه، فبينما كان اللاعبون الآخرون الذين يصلون مبكرًا إلى مقر ليفربول ليقضوا وقتهم قبل التدريب بلعب البلياردو، كان صلاح فى صالة الألعاب الرياضية، يُحسّن عضلات بطنه وقوته الدورانية، ويشير «ذى اثلتيك» إلى أن عضلات بطن «مو» الظاهرة قد تكون الجانب الأكثر إثارة للإعجاب فى بنيته الجسدية، إلا أنها فى الغالب نتيجة ثانوية للتغذية الجيدة وجيناته.

 

ويكشف الموقع ما يفعله صلاح خارج الملعب من أجل التدريب، حيث يُكرّس صلاح نفسه للعمل داخل غرفتين بالمنزل وضع فيهما عددا كبيرا من المعدات الرياضية، بما فى ذلك أوزان حرة وجهاز مشى ودراجة تمارين وأجهزة مقاومة ثابتة، كما يلجأ لاستخدام العلاج بالتبريد ــ وهو علاج بالبرودة الشديدة عند درجات حرارة أقل من 80 درجة مئوية تحت الصفر، ما يُسرّع تعافى العضلات بعد التمرين عن طريق تقليل الألم والالتهاب. كما توجد غرفة ضغط عالٍ تُمكّنه من استنشاق الأكسجين النقى بضغط هواء أعلى بمرتين أو ثلاث مرات من الضغط الطبيعى، مما يُعزز تعافى العضلات وقدرتها على التحمل.

 

وإلى جانب التمارين الرياضية فى النادى والمنزل، يمارس صلاح اليوجا أيضًا، وقد كشف عن ذلك بعد تسجيله هدفًا ضد تشيلسى خلال موسم 2018-2019، حين احتفل بأداء وضعية الشجرة الشهيرة، وهى وضعية تتطلب توازنًا وتركيزًا وثباتًا، ليضيف اسمه إلى قائمة اللاعبين الذين يشيدون بفضائل الانضباط فى المساعدة على تحسين المرونة وقوة الجذع، وكلاهما مهم فى الحماية من الإصابات.

 

كما ساعدت اليوجا صلاح على التحكم فى حالته النفسية والعاطفية. فى تمارين اليوجا، غالبًا ما يُركّز على التنفس والقدرة على التنفس من المعدة بدلًا من الصدر، ما يُساعد على تهدئة الجهاز العصبى.

 

وينقل عن الدكتور جيمس مالون العالم الرياضى الذى عمل فى الدورى الإنجليزى، بما فى ذلك ليفربول بين عامى 2010 و2013 قوله: إن قوة صلاح إحدى العوامل التى تجعله ينتج باستمرار المستوى الذى يتمتع به، وإنه يُشبه كريستيانو وميسي؛ فهما يركضان بسرعة كبيرة، لكنهما انتقائيان للغاية عند القيام بحركات مُعينة.

 

ويؤكد التقرير أن التغذية عنصر أساسى فى تألق صلاح الذى يوليه أهمية كبيرة لدرجة أنه يُعرف عنه اهتمامه بكيفية تناول زملائه فى الفريق للطعام أيضًا، حيث يقول زميله هارفى اليوت إن «الفرعون» أقنعه بالتخلى عن الخبز الأبيض واستبداله بالخبز الأسمر لأنه صحى.

 

كما أدرج صلاح البروكلى والبطاطا الحلوة والسمك والدجاج والسلطة ضمن قائمة أطعمته المفضلة، بالإضافة إلى السوشى عند تناوله الطعام فى الخارج، لكنه يسمح لنفسه بتناول البيتزا مرة واحدة شهريًا، ويحب البرجر لكنه نادرًا ما يأكله، ويسمح لنفسه بتناول الكشرى كلما عاد لمصر.


مقالات مشتركة