حشد مرشحا الرئاسة كامالا هاريس ومنافسها دونالد ترامب أمس كل أسلحتهما وكل جهودهما فى حملة أخيرة محمومة لكسب الأصوات فى الولايات الحاسمة قبل ساعات على بدء الاقتراع فى الانتخابات التى تشهد تقاربا تاريخيا فى التأييد، وبينما حذر ترامب من التزوير والاحتيال الديمقراطي، سعت هاريس إلى مغازلة الجيل «زد» والسود والعرب والمسلمين.
وأكدت هاريس، فى حملة انتخابية فى جامعة ميشيجان، أن «الحشود تؤيدها»، فى الوقت الذى حذر فيه ترامب فى تجمع انتخابى له فى بنسلفانيا من محاولات تزوير، قائلاً: إن «مصير الأمة بين أيدى الناخبين، ووعد بـ«موجات عارمة» من الأصوات لمصلحته.
وفى ميشيجان، وحتى لا تُخاطر هاريس بفقدان دعم السكان من أصول عربية الذين يمثلون نحو 200 ألف شخص، بسبب دعم واشنطن لإسرائيل، وعدت المرشحة الديمقراطية «بفعل كل شيء لوقف الحرب فى غزة ولبنان».
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن أكثر من 76 مليون شخص صوتوا مبكرا قبل انتخابات اليوم الثلاثاء، فيما تظهر الاستطلاعات تعادل نتائج المرشحين بشكل غير مسبوق.
وفى الساعات الأخيرة، يحاول كلا المرشحين بشكل يائس تعزيز قواعدهما، وكسب أى ناخب غير حاسم، فيما لاحظ خبراء استطلاعات الرأى تآكلًا فى دعم السود لهاريس، ولكن مع كون حقوق الإجهاض من أهم اهتمامات الناخبين، أشادت حملتها الانتخابية بنسبة كبيرة من النساء اللواتى شاركن فى التصويت المبكر.
وأشار استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز إلى بعض التغييرات التدريجية فى الولايات الرئيسية المتأرجحة، لكن النتائج من كل الولايات السبع ظلت ضمن هامش الخطأ.
وسعت هاريس لكسب التأييد فى ولايات البحيرات الكبرى التى تعد أساسية بالنسبة للديمقراطيين، بدءا بديترويت قبل التوقف فى بونتياك وإقامتها تجمّعا انتخابيا فى جامعة ولاية ميشيجان. وصوتت هاريس فى ديترويت، حيث أرسلت بطاقة الاقتراع عبر البريد الى كاليفورنيا، التى تنحدر منها.
وركز ترامب على بنسلفانيا وكارولينا الشمالية وجورجيا التى يعد الفوز فيها مكسبا فى منتهى الأهمية فى إطار نظام «المجمع الانتخابي» الذى يعطى النفوذ للولايات بحسب عدد سكانها. وقال إن «مصير أمتنا بين أيديكم. عليكم أن تنهضوا الثلاثاء». ووعد ترامب بـ»موجة عارمة» من الأصوات لمصلحته. وتحدث عن سيناريو فوزه بالانتخابات، قائلا «بداية حكمى قد تكون صعبة».
ويُتوقع أن يرفض ترامب النتائج إذا خسر، كما فعل قبل أربع سنوات، واستغل ترامب مخالفات محدودة اكتشفها مسئولو الانتخابات لتضخيم مزاعمه حول تفشى «التزوير» على نطاق واسع، وقال أمام أنصاره فى بنسلفانيا: «إنهم يقاتلون بشدة من أجل سرقة النتائج».
ويتحدث الجمهوريون عن خسارة هاريس أصوات العرب الأمريكيين، حيث تعد ميشيجان واحدة من الولايات السبع الحاسمة، إذ نجح ترامب فى كسب تأييد الولاية التى كانت معقلا للديمقراطيين سابقا عندما هزم هيلارى كلينتون عام 2016، وأعادها الرئيس جو بايدن إلى صف الديمقراطيين فى 2020، بدعم من العمال النقابيين وجالية كبيرة من الأمريكيين المنحدرين من أصول إفريقية.
وبينما يقاتل الملياردير الأمريكى إيلون ماسك بجوار ترامب لمواجهة ما سماه دعم منصات التواصل الاجتماعى وشركات الإعلام المزيف، على حد تعبيره، كثف نجوم هوليود من دعمهم للمرشحة الديمقراطية، حيث أظهر جورج كلونى تأييده لكامالا هاريس فى إعلان دعمته منظمة «ڤوت كومن جود» المسيحية اليسارية، وحث الرجال على الكذب على أصدقائهم المؤيدين لترامب بشأن كيفية تصويتهم ودعاهم للتفكير فى تأثير تصويتهم على «الأشخاص الذين يهتمون بهم أكثر» قبل الاقتراع.
ويعد هذا الإعلان الثانى لكلونى الذى يشجع الناخبين على إخفاء اختياراتهم عن عائلاتهم أو أصدقائهم، إذ حث الإعلان الأول، الذى شاركته فيه جوليا روبرتس، النساء على إخفاء أصواتهن عن أزواجهن، وهو ما وصفه المنتقدون بأنها إعلانات «مثيرة للاشمئزاز».
وأثار الإعلان ردود فعل عنيفة من المحافظين على الإنترنت، حيث اتهمه البعض بتقويض الحياة الزوجية وتشجيع الكذب والخداع والصراعات بين الأزواج والزوجات.
وأكدت هاريس دعمها لحقوق الإجهاض، وتأمل حملة نائب الرئيس أن يكون الإجهاض قضية رئيسية يمكن أن تبعد ترامب، وخاصة بين الناخبات، بينما ركز ترامب على المهاجرين والاقتصاد ووصف المعارضين السياسيين بـ «العدو من الداخل».
وفى حملة الجمهوريين، قال ترامب: «كانت لدينا الحدود الأكثر أمانا فى تاريخ بلدنا حتى اليوم الذى غادرت فيه»، مؤكداً أنه لم يكن ينبغى له أبدًا أن يغادر البيت الأبيض بعد هزيمته فى عام 2020، مواصلاً هجومه ضد هاريس، ووصف الديمقراطيين بأنهم شياطين.
وأعاد ترامب إحياء نظريات المؤامرة التى تم فضحها عام 2020، محذراً من جديد أن آلات التصويت سيتم اختراقها، وأن تمديد ساعات الاقتراع فى بنسلفانيا محاولة احتيال ديمقراطية.
كما أمضى ترامب وقتًا فى التجمع فى مهاجمة «سلسلة مزيفة» من استطلاعات الرأى الأخيرة، ولا سيما استطلاع رأى «دى موين ريجيستر» فى ولاية أيوا والذى وضعه خلف هاريس بأربع نقاط، وقال هذا يسمى قمعاً، إنهم يقومون بتوجيه الناخبين وهذا غير قانوني. ورغم ذلك لا يتوقع الجميع فوز هاريس فى أيوا.
وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن مساعدى ترامب متفائلون بشأن فرص فوزه، على الرغم من اعترافهم بعدم وجود فكرة حقيقية عن كيفية فوز الولايات التى يجب الفوز بها مثل بنسلفانيا فى يوم الانتخابات، يأتى جزء من الثقة من استطلاعات الرأى الداخلية التى تشير إلى أن ترامب قد يفوز بخمس من أصل سبع ولايات.
وبينما كان ترامب يتحدث عن محاولتى اغتياله، استمرت وسائل الإعلام المعروفة بدعمها للديمقراطيين فى السخرية منه والتقليل من هذه المحاولات.
وبحسب الجارديان، تظهر استطلاعات الرأى تقارب الأصوات بين المرشحين، حيث صوت أكثر من 78 مليون أمريكي، وفقًا لمركز الانتخابات بجامعة فلوريدا، وهو ما يقترب من نصف إجمالى 160 مليون صوت تم الإدلاء بها فى عام 2020، حيث كان إقبال الناخبين الأمريكيين هو الأعلى منذ أكثر من قرن.
واعتبرت حملة ترامب أن استطلاعات الرأى الأخيرة التى أجرتها صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة «دى موين ريجيستر» مضللة لتوجيه وتقليل تصويت الناخبين لترامب من خلال تقديم صورة قاتمة لآفاق إعادة انتخابه، وادعت الحملة أن استطلاعات الرأى التى أجرتها صحيفة تايمز تحتوى على عينات متحيزة وتمثل الناخبين الديمقراطيين بشكل مفرط مقارنة بالاتجاهات الفعلية لتسجيل الناخبين والإقبال.
وسخر ترامب من استطلاع رأى صادم فى ولاية أيوا أظهر أن كامالا هاريس تتقدم على الرئيس السابق فى الولاية الحمراء بنسبة 47% إلى 44%، وقال فى منشور على شبكة «تروث سوشيا»: «لم يفعل أى رئيس أكثر للمزارعين وولاية أيوا العظيمة من دونالد ترامب»، وأضاف أن معظم استطلاعات الرأي، منحازة بشدة نحو الديمقراطيين من قبل كارهى ترامب.
وقال ترامب فى ماكون بولاية جورجيا إنه طلب من روبرت كينيدى جونيور، الذى تخلى عن ترشحه الرئاسى لدعم ترامب، العمل على «صحة المرأة» و«المبيدات الحشرية».
ولاحقاً فى كينستون بولاية نورث كارولينا، قال ترامب «سنشهد يوم الثلاثاء حشوداً كبيرة جدًا بحيث لا يجدى معها التزوير الديمقراطي».: