جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الادارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

عربى وعالمى   2025-09-16T07:17:06+03:00

هآرتس: آلاف الجنود ينهارون نفسيا ويتركون القتال في غزة

صوت الملايين

سلطت صحيفة هآرتس العبرية الضوء على تصاعد حالات الأزمات النفسية بين الجنود الإسرائيليين نتيجة حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ عامين.

 

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن الجيش الإسرائيلي يشهد ظاهرة متزايدة تتمثل في انسحاب آلاف الجنود النظاميين عن الخدمة القتالية بسبب الضغوط النفسية الهائلة والصدمات التي يتعرضون لها. وتشير تقديرات بعض المصادر العسكرية إلى أن آلاف الجنود قد تركوا الجبهة منذ بداية الحرب، فيما يؤكد ضباط آخرون أن العدد الفعلي أكبر من ذلك.

 

 

 

تحقيق هآرتس: آلاف الجنود ينهارون نفسيا ويتركون القتال في غزة

 

 

وتشير شهادات جنود تحدثوا مع الصحيفة إلى أن الإقامة المستمرة في مناطق القتال في غزة شاقة للغاية ومستهلكة نفسيًا للبعض، تشمل تأمين المساعدات الإنسانية وحراسة المعدات الهندسية وسط تهديد دائم، والتعرض لمشاهد قتل عشوائية، بما في ذلك أطفال، بينما يعجز آخرون عن احتمال القتل العشوائي للفلسطينيين والتجارب الصادمة التي يواجهونها يوميًا. أحد الجنود أشار إلى أنه ما زال يعاني من "فلاشباك" لأحداث قتل أطفال، وشعر بالذنب الشديد، فيما وصف آخر تجربته كصياد للقنص: "أصبت وأحيانًا قتلت أطفالًا، والكوابيس لا تفارقني."

 

ويروي بعض الجنود، مثل جندي في وحدة النخبة، مشاهد قتل الأطفال والدمار الذي خلفته العمليات العسكرية، مشيرين إلى شعورهم بالذنب والانهيار النفسي نتيجة ما شهدوه من أحداث.

 

ويشير التقرير إلى أن بعض هؤلاء الجنود يعانون من ما يُعرف بـ"الصدمة الأخلاقية"، وهي حالة ينشأ فيها صراع بين القيم التي يؤمن بها الجندي وبين أفعاله أثناء العمليات، ما يؤدي إلى اضطرابات نفسية شديدة ومستمرة. وفي حالات عديدة، تم نقل الجنود الذين أظهروا عدم القدرة على الاستمرار في القتال إلى مهام دعم أو وظائف خلفية، بينما ترك آخرون الخدمة بشكل كامل نتيجة حالتهم النفسية المتدهورة.

 

القصص الفردية تبرز حجم الضغط النفسي: جندي آخر واجه انفجارًا خاطئًا لمتفجرات، ما أدى إلى إطلاق النار في حالة هلع، بينما جندي آخر حاول الانتحار باستخدام سلاحه بعد رفض القائد السماح له بلقاء طبيب نفسي. هذه الحوادث، التي لم تُسجل رسميًا دائمًا، تعكس الوضع النفسي الحرج الذي يعيشه الجنود، حيث يعانون من قلق مستمر، كوابيس، فقدان القدرة على النوم، ومشاعر ذنب شديدة.

 

كما يوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي لم يعتمد سياسة موحدة للتعامل مع الجنود الراغبين في الانسحاب من الخدمة القتالية، إذ يختلف التعامل من قائد إلى آخر، وفي بعض الحالات يواجه الجنود تهديدات بالاعتقال العسكري أو فقدان وضعهم كجنود قتاليين إذا رفضوا المشاركة في المعارك، ما يزيد من الضغوط النفسية عليهم.

 

وأشار التقرير إلى أن محاولات الانتحار بين الجنود النظاميين في قطاع غزة ازدادت خلال العام الماضي، حيث تم توثيق عدة محاولات أفضت في بعض الحالات إلى الوفاة، بينما يرفض الجيش أو الأقل يتردد في الإفصاح عن الأعداد الدقيقة أو تفاصيل الحالات، لكنه يعترف بأن هناك ميلًا لتأجيل نشر البيانات التي لا تخدم أهداف الجيش الإعلامية، ما يثير قلقًا حول إدارة الأزمات النفسية في صفوف الجنود النظاميين.

 

وتؤكد مصادر في قطاع الصحة النفسية داخل الجيش أن الوضع النفسي للجنود حاد للغاية، خصوصًا بين من يخدمون في الصفوف الأمامية، كما يؤكد التقرير أن هذه الظاهرة ليست محدودة بوحدات معينة، بل تمتد عبر عدة ألوية ووحدات قتالية، بما في ذلك وحدات المشاة ووحدات المدرعات، وأن الجنود الذين تمكنوا من الخروج من الخدمة القتالية غالبًا ما يعانون من آثار نفسية مستمرة حتى بعد مغادرتهم الجبهة.


مقالات مشتركة