
كتب..بلال الدوي
إذا كان هناك من يحيط بالدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ورجالها من المنتمين للصف الثاني والثالث وفي بعض الأوقات من الصف الخامس، فمن المؤكد أن هناك شخصيات ثقيلة تقف بجواره من وراء الستار، يساهمون معه في اتخاذ القرارات الحاسمة ويمثلون بالنسبة له العين والأذن والعقل، ومعظم هؤلاء من المنتمين لجمعية ابدأ وإذا كان حسن مالك أحد أبرز قيادات جمعية ابدأ إلا أن أسامة فريد هو الاسم الأبرز بين قيادات الجمعية بل إنه المتحدث الرسمي لها ويعتبر مستشارا غير معلن للرئيس محمد مرسي للشئون الاقتصادية.
أسامة فريد نجل فريد عبدالخالق أحد أعضاء الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين وأحد المرافقين الأوائل للأمام حسن البنا، وفريد عبدالخالق من القلائل الذين عاصروا جميع كبوات جماعة الإخوان بداية من معاركها مع الملك ثم الانجليز ثم الصراع مع الضباط الأحرار وما حدث في 1954 و1965 كان أحد الشهود عليه، وحينما بدأ الصراع مع أنور السادات كان فريد عبدالخالق من الذين يقودون دفة الأمور في الجماعة، لكنه ونتيجة لكبر سنه التي وصلت الآن إلي 93 عاما لم يعد مشاركا في إدارة شئون الجماعة وترك نجله أسامة متوغلا فيها عن طريق رعاية خاصة من محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين الذي يقول عنه عاكف بأنه «استاذي» ولهذا يحظي أسامة فريد بمعاملة خاصة داخل الجماعة نظرا لكونه من أكبر رجال الأعمال ذي الوزن الثقيل بالجماعة فإن هذا يؤدي إلي تقدمه الصفوف ليتولي المتحدث الرسمي باسم جمعية «ابدأ» وأحد القائمين علي تقديم المشورة لرئيس الجمهورية محمد مرسي.
أسامة فريد ترك مصر في بداية الثمانينيات ليذهب إلي لندن ويستقر بها لأوقات كثيرة ويحصل علي الجنسية البريطانية وتتوسع مشروعاته لتشمل الأدوية والاستثمار العقاري وشركات الكمبيوتر.
مع بداية الثمانينيات كان أسامة فريد مستقرا في لندن وحينما تم اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في 1981 كان عدد كبير من كبار قادة الإخوان مطاردين أمنيا ومطلوبين للجهات الأمنية ومنهم في ذلك الوقت المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للجماعة فذهب الشاطر إلي لندن مطاردا ليقيم لدي أسامة فريد بتوصية خاصة من والده فريد عبدالخالق، ويظل الشاطر مختبئا في لندن، وظل لفترة يعمل مع أسامة فريد في التجارة وتوطدت علاقتهما جيدا وأصبحا صديقين حميمين!
ومنذ هذا الوقت وخيرت الشاطر يحمل كل مشاعر الود والمحبة والصداقة لأسامة فريد.
في 2007 كان أسامة فريد حديث الأوساط العليا في مصر خاصة أمانة السياسات بالحزب الوطني التي يرأسها جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع، خاصة بعد أن قام بعض رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني بإقناع جمال مبارك بأن أسامة فريد هو الوحيد القادر علي إقناع جماعة الإخوان المسلمين بالموافقة علي عملية توريث الحكم لجمال مبارك، وقتها تمادي جمال مبارك في التفاؤل، وكلف أحد رجال الأعمال بمتابعة أسامة فريد في لندن، وسرعان ما سافر رجل الأعمال الذي يرفض ذكر اسمه ويعتبر من أهم المشاهير بنادي الصيد بالدقي، وتقابل مع أسامة فريد الذي فوجئ بعرض فكرة موافقة جماعة الإخوان علي وصول جمال مبارك للحكم وتأييدها له، ولم يرد أسامة فريد علي «مرسال جمال مبارك» لأنه صدم ولم يستطع إحراج رجل الأعمال الوطني لأنه يعرفه عن ظهر قلب وتربطهما صداقة قديمة في نادي الصيد بالدقي.
وحينما أنهي رجل الأعمال اللقاء مع أسامة فريد كانت عملية الخداع التي قام بها، فقد قام بابلاغ جمال مبارك بما حدث وهيأ له الأمر وسهله له علي أن أسامة فريد أعطي موافقة مبدئية علي موافقة الإخوان علي التوريث، وفي لمح البصر كان أنس الفقي وزير الإعلام ينشر الخبر في الصحف التابعة له، ليفاجأ المصريون بأن هناك تحليلات وتأكيدات علي أن الإخوان وافقوا علي التوريث لكنهم أضافوا كلمة «بشروط» لكن أسامة فريد غضب مما أقدمت عليه الصحف المصرية وعاتب رجل الأعمال الوطني وانتهي الأمر.
أسامة فريد يعتبر أكبر كادر اقتصادي في جماعة الإخوان المسلمين، ويرتبط بعلاقات مع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لكن صداقته مع الشاطر هي الأقوي والأهم، ويأتي حسن مالك ثالثهم، فالثلاثي لا يفترق ومصالحهم واحدة وهم الذين يسيطرون علي القرارات داخل الإخوان سواء أكان القرار اقتصاديا أو سياسيا، فيخرج القرار والتوصية منهم، ليعرض علي مكتب الارشاد لمباركته وتعطي التعليمات بتنفيذه.
وتأتي خطة أسامة فريد للهيمنة علي الاقتصاد المصري عن طريق الاستيراد خاصة من تركيا والصين ودول جنوب شرق آسيا، استيراد بالمليارات، ليأتي إلي مصر ويباع بعشرات المليارات، شريطة أن يتم تخصيص نسبة 10% من أرباح الاستيراد للفقراء توزع عليهم لاتباعهم من الفقراء داخل الإخوان.
بعض المصادر أكدت أن أسامة فريد عرض عليه منصب وزاري في بريطانيا لكنه رفض، وجاء بعد الثورة واستقر في مصر، ويمارس نشاطاته الاقتصادية ووضع خطة لانتشار أعماله سيبدؤها بإنشاء عدد من المصانع الخاصة بتجميع وتصنيع أجهزة الكمبيوتر وتجارة الأدوية وتصنيعها بعد أن دخل في شراكة مع أحمد العزبي أحد المسيطرين علي سوق الدواء في مصر، ولم يتوقف عند ذلك بل أنه وضع خطة للانتشار وسيتم توزيع مصانعه وشركاته في جنوب وشمال مصر علي أن يكون الصعيد له نصيب كبير من الاستثمارات، وتحديدا في بني سويف والدلتا سيكون مركزها الصناعي في المنوفية، وسيكون هناك مركز صناعي آخر في الشرقية، لأنها محافظات بها مناطق صناعية من مدينة بني سويف الجديدة الصناعية ومدينة السادات ومدينة العاشر من رمضان.
ينظر أسامة فريد إلي رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل بأنه سكرتير خاص لجمعية «ابدأ» وكل ما عليه أن يستجيب لما تقرره الجمعية مثلما قال له محمد مرسي «اللي انتو عايزينه هشام قنديل ينفذه فورا».
وقضي محمد مرسي رمضان في حفلات إفطار متبادلة بينه وبين رجال أعمال جمعية «ابدأ» وتحديدا أسامة فريد الذي عزمه علي الافطار في بيته ووافق علي الفور لأنه لا يستطيع أن يرفض له طلباً لأن مرسي يعرف قيمة وقامة وقدر أسامة فريد في الإخوان، وفي الاقتصاد، ولهذا كان رد مرسي سريعا فقد قام بعرض إقامة حفل إفطار ليتقدمه أسامة فريد، وهو ما حدث.