قال المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، إنّ الخدمة الوطنية والشرف العظيم في خدمة الوطن لا تتحقق إلا بنقاء القلب وإخلاص النية، مضيفا: «عشت بين جنبات القانون أتنفس من نصوصه روح العدل، حتى غدا العدل عندي عبادة أؤديها، وضميرًا أراقب الله به قبل الناس، المناصب بالنسبة لنا لم تكن هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة لأداء رسالة وأمانة وطنية».
وأضاف جبالي في ختام كلمته في الجلسة العامة اليوم: «رغم تنقلي بين مناصب عدة من قاضٍ في المحكمة الدستورية العليا إلى رئيسها، ثم إلى رئاسة مجلس النواب، أؤكد أنّ الثبات في طريق العمل الصادق هو ما يمنح الاستمرار والمعنى، وأنّ المسؤولية الحقيقية تكمن في أداء الواجب بضمير حي وبعيدا عن أي مصالح شخصية».
مجلس النواب بيت الضمير الوطني
وأشاد بدور نواب الشعب كافة، معارضة وأغلبية ومستقلين، معتبرًا المجلس بيتًا للضمير الوطني ومحرابًا للعقل، حيث يجتمع الجميع على مصلحة الوطن رغم اختلاف وجهات النظر.
ووصف العمل النيابي بأنّه «خلية لا تهدأ»، يسودها الاجتهاد والصدق والوفاء، ما جعل المناقشات غنية والحوارات بناءة والنتائج تعكس وعيًا وحرصًا على المصلحة العامة.
وكلاء المجلس كانوا العصب النابض للبرلمان
ووجّه شكرا خاصا إلى وكلاء المجلس، الذين كان لهم دور محوري في انتظام عمل المجلس وضبط مداولاته، معتبرًا حضورهم ومشاركتهم نموذجًا يحتذى به في الانضباط المؤسسي، كما أثنى على الجهود المخلصة للأمين العام وأعضاء الأمانة العامة، الذين كانوا العصب النابض لنجاح هذا الكيان التشريعي.
وفي لحظة وداع، عبر حنفي جبالي عن امتنانه العميق لخدمة الوطن، قائلا: «أوشك على وضع القلم الذي خدمت به الدستور والقانون، وأغادر هذا المقام الذي تشرفت به، حاملا الامتنان والسكينة، واثقًا أنّ الله وحده يعلم السرائر ويزن الأعمال بعدل لا يضل ولا يظلم».
خدمة الوطن مسؤولية وليست ترفا
وختم رئيس المجلس كلمته بتوصيات إلى زملائه النواب، مؤكدا أنّ خدمة الوطن مسؤولية عظيمة وليست ترفًا، وأنّ التشريع هو أداة بناء الوطن أو هدمه، وأنّ العدالة الحقة لا تثمر إلا إذا انبثقت من ضمائر صادقة، مهما كان القانون ظاهرًا قويا.
وقال: «أسأل الله أن يحفظ مصر، وأن يوفق من يتولى المسؤولية من بعدنا لما فيه خير الوطن، وأن يظل العدل راية مرفوعة في هذه القاعة، وسراج الضمير منيرًا في كل قلب يخدم هذا الوطن».
وختم كلمته بآية من القرآن الكريم، داعيًا الله أن يجعل عمل الجميع في خدمة الوطن خالصًا، وأن تكون كلمته بداية عهد جديد، وذكرًا طيبًا في سجل التاريخ، مختتما: «الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ».
