
هناك الكثير من الأفكار والمقترحات التى من شأنها وقف نزيف إهدار المليارات من الجنيهات التى تحتاج الموازنة العامة للدولة الى كل جنيه منها .
من بين هذه الافكار إعادة النظر فى أسلوب تحصيل رسوم انتظار السيارات فى الشوارع بحيث تصبح مصدراً للدخل القومى ولا نتركها بوضعها الحالى للبلطجية والعواطلية الذين يحصل كل واحد منهم على مئات الجنيهات يوميا بدون وجه حق .
وأتصور أنه لو تم ايجاد آليات مناسبة لتنفيذ هذه الأفكار فى ظل الزيادات الكبيرة فى أعداد السيارات فسوف تحصل الدولة على المليارات من الجنيهات سنويا , ويمكن أن نستخدم تلك الحصيلة فى اصلاح الطرق ورصفها وتقديم خدمات على جانبيها للمواطنين فى كل المحافظات .
وفى رأيى أن تنظيم انتظار السيارات يساعد على عدم إعاقة المرور وتسهيل تدفقه وذلك يعني أن تنظيم انتظار السيارات يساعد على حل مشكلة البطء في حركة المرور وهذا يؤثر بدوره في التقليل من حوادث المرور إذ أن جزءا من هذه الحوادث يرجع إلى ارتباك وبطء حركة المرور
ويكفى أن نشير هنا إلى أن الدولة تتحمل سنويا أكثر من 30 مليار جنيه بسبب حوادث الطرق اضافة إلى فقدان أكثر من 30 ألف مواطن وعشرات الآلاف من المصابين كل عام .
وهنا أشير الى أن الخبراء يرون أن الحاجة الى الجراجات متعددة الطوابق ظهرت تزامنا مع التزايد المطرد لأعداد السيارات فى شتى أنحاء العالم , وكانت الجراجات المبنية من الخرسانة المسلحة هى الحل التقليدى حتى اوائل التسعينات من القرن الماضى. ولما كانت الجراجات الخرسانية تستغرق من 3 الى 4 سنوات للإنتهاء من بناءها وتشغيلها ليستوعب الواحد منها فى نهاية الأمر من 500 الى 600 سيارة فى أحسن الأحوال , فقد تبين عدم جدوى الإستمرار فى بناء هذه الجراجات التقليدية لتزايد حدة مشكلة النقص الحاد فى اماكن إنتظار السيارات وإتساع الفجوة عاما بعد عام , لأنه فى مقابل بناء جراج واحد ليتسع 600 سيارة مثلا ,فإن أعداد السيارات فى الشوارع يمكن ان يصل الى 600 الف سيارة كل 3 سنوات !! .
وهنا أشير إلى أحد الحلول التى قدمها مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية فى دراسة له والتى كشف فيها عن إستعداده لتصميم الأبنية المعمارية لكافة الإستخدامات , مدمجا بها الفراغ المخصص لأحد أهم أنواع هذه الجراجات الذى يصلح للأبنية العالية وهو الجراج البرجى . ولمن لا يعلم فإن النظام البرجى Tower System هو الأعلى كفاءة على مستوى العالم ويستغرق إنشاءه 3 أشهر فقط , حيث يمكن فى مساحة صغيرة لا تتعدى 50 متر مربع إستيعاب 50 سيارة فى وضع رأسى على 25 طابق بإرتفاع 50 مترا فقط . ويمكن إنشاء هذه الأبراج بشكل مستقل فى الممرات بين العمارات السكنية , أو دمجها ضمن المبنى أثناء تنفيذه وهى بالطبع الطريقة المثلى. ويكفى العلم ان هذا النظام يقوم بتوفير مساحة لا تقل عن 720 مترا مربعا لإنتظار السيارات وهو يصلح للمناطق الراقية حيث اسعار الأراضى المرتفعة.
وكشفت الدراسة عن نظام يسمى البئر وهو نظام يقوم بمضاعفة مكان إنتظار السيارات حتى 3 مرات عن طريق مصعد يتكون من 3 منصات تتحرك سويا صعودا وهبوطا بشرط عمل فتحة فى الأرض بعمق 4 امتار تستوعب سياراتين وتبقى الثالثة على وجه الأرض وهو يصلح فى النوادى والفيلات والمستشفيات والشركات الخاصة. وهو نظام يقوم بمضاعفة مكان إنتظار السيارات حتى 3 مرات عن طريق مصعد يتكون من 3 منصات تتحرك سويا صعودا وهبوطا بشرط عمل فتحة فى الأرض بعمق 4 امتار تستوعب سياراتين وتبقى الثالثة على وجه الأرض وهو يصلح فى النوادى والفيلات والمستشفيات والشركات الخاصة .
أما النظام الدوار فهو نظام يسمح بإحتواء حتى 12 سيارة فى مساحة ارضية لسيارتين فقط فيوفر 150 متر مربع , وهو يصلح لتنظيم وحل مشكلة إنتظار سيارات الميكروباص التى نعانى من وقوفها بطريقة عشوائية تؤدى الى المشاجرات وتعطيل وإرتباك المرور .
ويؤكد الخبراء أيضاً أن هناك نظام المصفوفات وهو نظام يسمح بإحتواء حتى 12 سيارة فى مساحة ارضية لسيارتين فقط فيوفر 150 متر مربع , وهو يصلح لتنظيم وحل مشكلة إنتظار سيارات الميكروباص التى نعانى من وقوفها بطريقة عشوائية تؤدى الى المشاجرات وتعطيل وإرتباك المرور .
وفى إطار محاولات البحث عن علاج لمشكلات الانتظار , أعلن اتفاقى مع رأى الخبراء أنه لابد من توفير جراجات متعددة الطوابق في الاماكن ذات الاستخدام الكثيف مثل الجامعات والمستشفيات والأندية والمراكز التجارية وما شابه ذلك حتي استخدامات مشابهة لضمان احتواء حجم الحركة المرورية المتولدة عن هذه الانشطة وكذلك توفير ساحات انتظار عامة اينما يتوافر ذلك وجراجات انتظار متعددة الطوابق عامة مثل جراج التحرير علي أن تكون باسعارمناسبة تناسب المواطن سواء فوق الأرض أو تحتها.
ويضاف الى ما سبق ضرورة التكامل بين وسائل النقل العامة المختلفة مثل تواجد مواقف للسيارات بجانب المترو والقطارات. والتكامل بين خطوط اتوبيسات النقل العامة التي غالبا ما تكون في طرق رئيسية وكدلك مشروعات أهلية للنقل للربط مع الطرق الداخلية والفرعية وبالتالي يتم تقليل وسائل النقل الخاصة كوسيلة مريحة وسريعة .
ياسادة .. هذه بعض الأفكار التى أرى أن الحكومة وكافة الجهات المعنية لو قامت بتنفيذها فسوف نقضى على مشكلات مزمنة لها تداعياتها الكارثية على كافة الأصعدة السياسية والامنية والإقتصادية والإجتماعية , اضافة الى أنها تساهم فى الحد من إزهاق الأرواح البريئة التى تفقد حياتها بسبب حوادث الطرق , وعلاوة على ذلك فإن تنفيذ هذه الأفكار سوف يؤدى بدوره لجلب المليارات من الجنيهات سنوياً يمكنها أن تساهم فى مواجهة المشكلات والأزمات الإقتصادية الصعبة التى تواجه مصر وشعبها منذ سنوات و حتى الآن .