جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الادارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   09/03/2014

تاريخ العلاقات بين السعودية والإخوان من الصعود إلى الهبوط ..والمملكة تدق المسمار الأخير فى نعشها بعد وصفها بالإرهابية

كتب..محمد عثمان

 

 على مدار التاريح ظل مؤشر العلاقة بين جماعة الاخوان المسلمين والمملكة العربية السعودية فى صعود وهبوط حيث كانت العلاقات بين الطرفين قديمة وتعود لما قبل تأسيس جماعة الاخوان المسلمين فى مصر عام 1928 مع مؤسس الجماعة حسن البنا ولكن هذه العلاقات لم تكن على مستوى واحد من الوفاق على مدار العقود الماضية وشهدت تدهورا كبيرا وشدا وجذبا بينهم الى ان المملكة بقرار أمس وضعت نهاية لوجود الجماعة فى المملكة ورفعت الدعم عنها بعد أن صنفت التنظيم على انه منظمة ارهابية على غرار قرار الحكومة المصرية فى وقت سابق .

 

بداية علاقة السعودية بالاخوان كانت مع مؤسسها حسن البنا الذى قدمت له المملكة الدعم الكامل خصوصا فى اكمال وطباعة كتابه "الفتح الربانى " الذى عنى فيه بترتيب مسند الامام أحمد بن حنبل .

 

.كانت أول زيارة للبنا فى السعودية عام 1936 لأداء فريضة الحج ولقي استقبالاً وحفاوةً، واستمر يحج كل سنةٍ ويلتقي الأمراء والمسؤولين وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز حتى حجته الأخيرة عام 1948، عندما طلب من الملك عبدالعزيز أن يؤسس فرعاً لجماعته في السعودية فتمّ رفض طلبه وأجابه الملك عبدالعزيز إجابته الشهيرة «كلنا إخوان وكلنا مسلمون»

 

ونشب أول خلاف بين الطرفين فيما يتعلق باليمن التي دبّر الإخوان فيها انقلاباً على الإمام يحيى حميد الدين ووقفت السعودية ضدّه فقام الإخوان بمهاجمة السعودية علناً في جريدتهم "الإخوان المسلمون".

 

وسرعان ما عادت العلاقات مرة اخرى بين الطرفين بعد بثورة يوليو وحركة الضباط الأحرار عندما أودع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قيادات الاخوان فى السجون والمعتقلات بعد انقلاب الاخوان على لضباط الامر الذى دفع الملك سعود بن عبدالعزيز بالتوسط للإخوان عند عبدالناصر وقد خفف عنهم شيئاً مما كانوا يلقون، ثم جاء عصر الملك فيصل حيث كانت المرحلة الذهبية في العلاقات بين الطرفين.

 

بعد رحيل عبدالناصر، وحدوث تقارب بين خلفه الرئيس الراحل أنور السادات والملك فيصل بن عبدالعزيز، سعي الأخير للتقريب بين الإخوان والسادات، وسيطر المنتمون للإخوان المسلمين علي النواحي التعليمية في الجامعات تحديداً خلال عقدي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كما سيطروا أيضا علي المنابر الإعلامية خاصة في فترة حكم الملك فيصل في السعودية

 

و كان احتلال العراق للكويت 1990 حدثاً مفصلياً في العلاقة بين الجهتين، فقد اصطف الإخوان المسلمون بكامل قوتهم مع صدام حسين ضد السعودية ودول الخليج، وهو ما خلق معرفةً جديدةً لدى صانع القرار السعودي بأن هذه الجماعة تكنّ العداء للدولة السعودية.

 

.وهاجم الأمير نايف عام 2002 تنظيم الاخوان قائلا : «أقولها من دون تردد إن مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها، وسمها كما شئت، جاءت من الإخوان المسلمين. وأقول بحكم مسؤوليتي إن الإخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا إلى المملكة وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين. إخواننا في الدول العربية الأخرى قبلوا بالوضع وقالوا إنه لا يجب أن يتحركوا من المملكة. استضفناهم وهذا واجب وحسنة. بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل. ففيهم مدرسون وعمداء فتحنا أمامهم أبواب المدارس وفتحنا لهم الجامعات ولكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا يجندون الناس وينشؤون التيارات وأصبحوا ضد المملكة والله يقول (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان").

 

بعد اندلاع ثورة 25 يناير ووصول جماعة الاخوان المسلمين للحكم توترت العلاقات بشدة بين الطرفين بعد الهجوم الدائم من قيادات الاخوان على الرياض وتم اتهامهم من قبل انصار الجماعة بدعم نظام مبارك والثورة المضادة فى مصر على الرغم من ان اول زيارة قام بها الرئيس المعزول محمد مرسى للسعودية الا ان هذه الزيارة لم تخفف حدة التوتر بين الطرفين خاصة بعد اندلاع الاحتجاجات ضد جماعة الاخوان الذى سرعان ما تم اسقاط حكمهم فى 30 يونيو بعد مرور عام على حكمهم وكانت من اول الدول الداعمة للمظاهرات الداعية لاسقاط المعزول هى السعودية.

 

وبمجرد عزل مرسى باركت السعودية هذه الخطوة وقدمت الدعم لمصر الامر ودفعت هذه الخطوة العلاقات بين الطرفين قمة الذروة فى التدهور بعد أن واصل تنظيم الاخوان الهجوم الدائم على المملكة وانتهى الامر الى صدور قرار بتصنيف الاخوان كمنظمة إرهابية . 


مقالات مشتركة