5 شركات تسطير على إنتاج الغاز في مصر خلال 2025

شهد نشاط استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي في مصر دفعات قوية خلال 2024- 2025 عقب فترة من التقلبات الملحوظة على مستوى تراجع إنتاج الغاز، ثم العودة للارتفاع مُجدداً إذ يقارب إنتاج البلاد حالياً نحو 4.2 مليار قدم مكعبة يومياً ساهم في إنتاجها عدد من الشركاء الاستراتيجيين عبر مناطق امتياز بحرية وبرية واقعة تحت مظلتهم.

وتعمل في مصر نحو 57 شركة إنتاج أجنبية بمختلف مناطق الامتياز النفطية والغازية، ما يعني تمتع البلاد بفرص استثمارية واعدة في قطاع الغاز الطبيعي، ما من شأنه الإسراع في دوران عجلة استكشاف وإنتاج الغاز بوتيرة أسرع والاستفادة من الحزم التحفيزية التي قدمها قطاع البترول للاستثمار في هذا المجال .

أكثر دول العالم مديونية في 2025.. قائمة تضم بلداناً عربية

وعززت المجهودات الواسعة للتعاون بين قطاع البترول المصري وشركاء الاستثمار العالميين للبناء على الفرص الواعدة وتكثيف الأنشطة سعياً نحو تزايد معدلات الإنتاج والاحتياطيات من الثروة البترولية، للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز عند 6.6 مليار قدم مكعبة يومياً خلال السنوات القادمة.

وبالتوازي مع خطط التنمية الحالية اعتمدت مصر خارطة طريق طويلة الأمد تُنفذها حتى عام 2030 للاستمرار في زيادة الإنتاج المحلي من البترول والغاز بالتعاون مع الشركاء العالميين عقب إعلان "إيني" الإيطالية عن خطة لضخ استثمارات تُقدر بـ 8 مليارات دولار، وكذلك شركة "بي بي" التي ستضخ استثمار بنحو 5 مليارات دولار في مجال الاستكشاف.

خريطة إنتاج الغاز في مصر

وخلال السنوات الماضية زاد إنتاج عدد من الشركاء الأجانب واستحوذوا على النصيب الأكبر من إنتاج الغاز في مصر، ارتكازاً على عمليات التنمية وحجم الاستثمارات التي جرى ضخها في عمليات التنمية والاستكشاف معًا. إضافة إلى اقتناص عدد آخر من مناطق البحث البحرية التي تسعى الحكومة المصرية من خلالها إلى زيادة إنتاجها من الغاز ومضاعفة الاحتياطيات المؤكدة القابلة للاستخراج حتى 2030.

"إيني" الإيطالية أكبر منتج

تأتي شركة إيني الإيطالية المشغل الرئيسي لحقل "ظهر" في مقدمة منتجي الغاز الرئيسيين في مصر إذ تستحوذ على ما يزيد على 40% من إنتاج الغاز في مصر، بفضل حقل "ظهر" وحقول أخرى في دلتا النيل والصحراء الغربية منها حقل "نورس" الذي يضاف إلى مناطق امتياز الشركة الاستراتيجية في مصر .

وكان غاز حقل "ظهر" محركاً رئيسياً لإنتاج مصر بشكل عام، وخلال السنوات الأولى قفز إنتاج الحقل إلى ذروته 2.7 مليار قدم مكعبة يومياً في عامي 2018 و2019، وهو ما شكل حينها ما يقارب 40% من إنتاج مصر من الغاز الطبيعي.

كما ساهم حقل "ظهر" في تحويل مصر من مستورد صافٍ للغاز إلى الاكتفاء الذاتي بل مصدر عبر محطات الإسالة في إدكو ودمياط وقت وصول إنتاج الحقل إلى الذروة إلا أن تراجع الإنتاج لاحقًا إلى 1.2 مليار قدم مكعبة يومياً دفع وزارة البترول المصرية إلى الاستعانة بمصادر خارجية للغاز.

وخلال 2025 سجل حقل "ظهر" مستويات إنتاج متصاعدة ليصل إنتاجه اليومي إلى ما يتراوح بين 1.3 و 1.4 مليار قدم مكعبة يومياً بدعم من حفر 3 آبار جديدة (ظهر-13 وظهر-6 وظهر-9) ليُمثل قفزة في إنتاج "إيني" من الغاز بمصر.

وفي 29 أكتوبر الماضي تم الانتهاء من حفر البئر "ظهر-9" وكشفت نتائج البئر عن وجود طبقة حاملة للغاز تسمح بإنتاج نحو 70 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، وفي أغسطس الماضي، جرى وضع البئر "ظهر-6" على الإنتاج ما ساهم في إضافة نحو 65 مليون قدم مكعبة غاز يومياً، بجانب 60 مليون قدم مكعبة من "ظهر 13".

ووفق مسؤول حكومي، تتطلع شركة "إيني" إلى تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج "ظهر" عبر ضخ مزيد من الاستثمارات لتطوير أعمال تنمية الحقل خلال العام المالي الجاري 2025-2026، وكذلك تنفيذ برنامج حفر جديدة للوصول بإنتاج "ظهر" إلى مستوى 1.6 مليار قدم مكعبة يومياً قبل نهاية العام المالي الجاري. مضيفًا أن "إيني" تعتزم ضخ استثمارات في مصر بقيمة 8 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، في مجال تطوير الحقول القائمة والقيام بالمزيد من الاستكشافات.

كما عززت "إيني" متمثلة في شركة "أيوك برودكشن" من حضورها المستقبلي في مصر عن طريق مد التزام خليج السويس ودلتا النيل الخاص بالشركة حتى عام 2040 مما يسمح بالاستغلال الاقتصادي الكامل للإمكانات المتاحة من البترول والغاز في منطقة اتفاقية الالتزام.

وبموجب الاتفاقية ستبدأ شركة إيني حملة جديدة للمسح السيزمي ثلاثي الأبعاد لاكتشاف الموارد غير المستغلة، مستفيدةً من تقنياتها المتخصصة وخبراتها العميقة في جيولوجيا باطن الأرض، كما أن الاتفاق سيطلق حملة إعادة استثمار كبرى في سيناء، تركز على أنشطة جديدة ممتدة لسنوات للاستكشاف والحفر بهدف تعزيز إمكانات الإنتاج.

كما تعمل الشركة في قطاع الغاز الطبيعي المسال عبر مساهمتها في مصنع دمياط لإسالة الغاز الطبيعي إذ تتولى "إيني" معالجة وتسييل الغاز لتصديره إلى أسواق خارجية.

حصة "بي بي" من إنتاج الغاز

تنتج شركة "بي بي" البريطانية ما يتراوح بين 25 و 27% من إنتاج الغاز في مصر - أكثر من 1.1 مليار قدم مكعبة يوميًا-، عبر عدد من مناطق الامتياز التي تتمتع برواسب جيولوجية غنية بالغاز الطبيعي القابل للاستخراج، لذا تحولت "بي بي" إلى أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لمصر في مجال إنتاج الغاز .

وساهمت مشروعات "بي بي" بالمياه العميقة في زيادة الإنتاج المحلي من الغاز وتأمين موارد جديدة خلال السنوات الماضية عبر حقل "ريفين" بالبحر المتوسط، و"أتول" بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية، وغرب دلتا النيل.

وتسعى الشركة لحفر 5 آبار جديدة للغاز الطبيعي في مناطق عملها بالبحر المتوسط، على أعماق تتراوح بين 300 و1500 متر، على أن تبدأ عمليات الحفر في 2026، حيث يغطي برنامج الحفر مجموعة من الآبار الجانبية والتنموية والاستكشافية، بهدف تسريع تنمية وإنتاج احتياطيات الغاز بالمنطقة، مع الاستفادة من البنية التحتية القائمة ضمن التسهيلات البحرية والبرية في منطقة غرب دلتا النيل.

وخلال 2025 عززت "بي بي" من إنتاجها من الغاز في مصر ببدء التشغيل لبئر RW5، ليضيف 80 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز ضمن مشروع غرب دلتا النيل، وذلك بالتوازي مع زيادة إنتاج البئر RW4، ليبلغ إجمالي إنتاج من البئرين الجديدين نحو 140 مليون قدم مكعبة يومياً منذ بداية 2025، حيث تمتلك "بي بي" نحو 82.75% من مشروع غرب دلتا النيل.

ارتفاع إنتاج "شل" في المياه العميقة

وارتفع إنتاج شركة "شل" من الغاز في مصر، وبلغ في بداية الربع الثاني من العام الحالي 330 مليون قدم مكعبة يوميًا بالتزامن مع ضخ الشركة استثمارات في مراحل تنمية جديدة لضمان استدامة وتعزيز إنتاج الغاز بالشراكة مع الحكومة المصرية.

وفي 26 يونيو الماضي، أعلنت شركة البرلس للغاز في مصر عن وضع البئر التنموية "سيينا دي إي" على خريطة الإنتاج، وهي البئر الأولى من آبار المرحلة الحادية عشرة بمنطقة غرب دلتا النيل البحرية العميقة، وذلك بالتعاون مع شركتي "شل" و"بتروناس" بمعدلات إنتاج بلغت 40 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وبدأ الإنتاج في 29 أغسطس الماضي من بئرين جديدتين في المياه العميقة بغرب الدلتا، ما أضاف 60 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز إلى إنتاج البلاد.

واتجهت "شل" لاستثمار 300 مليون دولار بالتعاون مع شركة "بتروناس"، في أعمال الحفر بالمرحلة الحادية عشرة لامتياز غرب الدلتا العميق والتي شملت حفر ثلاث آبار غاز جديدة، عبر ربط الآبار الجديدة بشبكة البنية التحتية القائمة تحت سطح البحر.

وفي سبتمبر 2023، عززت "شل" مكانتها في قطاع الاستكشاف البحري من خلال اتفاقية شراكة مع شركة كوفبك، والتي حصلت بموجبها على حصة 40% في منطقة شمال شرق العامرية، مع احتفاظ "شل" بدور المشغل، كما تعمل حاليًا على تسريع تنمية حقل "غرب مينا".

أما في 2025 ركزت "شل" على تنمية إنتاج الغاز من مناطق امتياز المياه العميقة، واستكشاف المناطق القريبة من امتياز غرب الدلتا والتي يمكن ربطها بالبنية التحتية الحالية، إلى جانب جهود الشركة في تعزيز كفاءة منشأة إسالةَ الغاز الطبيعي المصرية (ELNG).

وتُدير "شل" عدة امتيازات استكشافية في البحر المتوسط بين دلتا النيل وحوض "هيرودوت" وتعمل حالياً على حفر استكشافي إضافي في هذه الامتيازات بحلول عام 2026، استنادا إلى ما حققته الشركة في حفر آبار دلتا النيل خلال العام المالي الماضي، والتي تضمنت حفر 3 آبار.

كما حصلت "شل" مؤخرًا على امتياز "مرنيث" وحصلت على موافقة مجلس الوزراء المصري بشأنه، وبدأت "شل" مرحلة التقييم السيزمي، وتتطلع إلى تحديد موقع مناسب للحفر الاستكشافي قبل أوائل عام 2027.

"أباتشي" الأميركية .. نمو 20%

أما شركة أباتشي الأميركية فتُعد من اللاعبين الرئيسيين في قطاع النفط والغاز في مصر، خصوصاً بمناطق امتياز الصحراء الغربية من خلال شراكة مع شركة خالدة للبترول، إذ يصل إنتاج الشركة في مصر لنحو 382 مليون قدم مكعبة يومياً ما يُعادل قرابة 9% من الإنتاج الكلي بالبلاد.

واستثمرت شركة "أباتشي" نحو 358 مليون دولار في أنشطتها داخل مصر خلال أول 9 أشهر من 2025، بحسب بيان نتائج أعمال الربع الثالث للشركة.

وسجلت الشركة نموًا ملحوظًا بنحو 20% في إنتاجها من الغاز وارتفع صافي حصة "أباتشي" إلى 345.9 مليون قدم مكعبة يومياً، مقابل 287.95 مليون قدم مكعبة يوميًا في الفترة نفسها من العام الماضي، في حين بلغ إنتاجها من الزيت حوالي 87.3 ألف برميل يومياً.

وتمكنت خالدة للبترول في نوفمبر الجاري من حفر البئر الاستكشافي جمانة-1، حيث أثبتت التسجيلات الكهربائية وجود شواهد غازية وأظهرت النتائج معدل إنتاج يقدر بنحو 36 مليون قدم مكعبة غاز يومياً إذ يُمثل الكشف إضافة جديدة لأنشطة "أباتشي" شريك الاستثمار في حقول خالدة بالصحراء الغربية في مجال استكشاف وتنمية موارد الغاز.

وقد رفعت "أباتشي" مستهدفاتها لمجمل إنتاجها من الغاز (شاملا حصة الشريك) خلال الربع الرابع من 2025 إلى 535 مليون قدم مكعبة يوميا، مقارنة بـ 515 مليون قدم مكعبة يومياً سابقا، ما يعكس نمواً بنحو 20% مقارنة بمتوسط إنتاج الربع الأخير من 2024.

إنتاج دانة غاز

وبالنسبة لشركة "دانة غاز" فتُدير عملياتها في مناطق دلتا النيل بمصر، عبر عدة آبار منتجة وقيد التطوير، إذ شهد متوسط إنتاج الشركة اليومي في مصر حوالي 80 مليون قدم مكعبة يومياً وعلى مدار السنوات الماضية، استثمرت الشركة أكثر من ملياري دولار في مصر، وفقاً لبيانات منشورة من الشركة.

وأتمت شركة دانة غاز الإماراتية، حفر 3 آبار غاز في مصر ضمن جزء من البرنامج الاستثماري الجديد الذي تبلغ قيمته 100 مليون دولار.

وكشفت نتائج أعمال الشركة لأول تسعة أشهر من العام الحالي عن أن اثنتين من هذه الآبار، وهما "بيجونا 2" و"سلمى دلتا 6"، تضمان احتياطيات غاز تبلغ 15 مليار قدم مكعبة، مع إمكانات إضافية تصل إلى 3 مليارات قدم مكعبة، كما توقعت دانة غاز أن يبلغ إنتاج الآبار في منطقة دلتا النيل البرية ما بين 10 و12 مليون قدم مكعبة غاز يوميًا قبل نهاية عام 2025.