كشف وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي، أن بلاده تستهدف الوصول بإنتاج الغاز إلى ما يتراوح بين 6.4 و6.6 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال السنوات الخمس المقبلة، مدعومًا باستثمارات كبرى من الشركات العالمية؛ من بينها 8 مليارات دولار لـ "إيني" و5 مليارات دولار لشركة "بي.بي".
أوضح الوزير في تصريحات خلال برنامج "بتروكاست" وهو البودكاست الرسمي لوزارة البترول، أن عام 2026 سيشهد حفر 14 بئرا استكشافية في البحر المتوسط، باحتياطيات مستهدفة تبلغ نحو 12 تريليون قدم مكعبة من الغاز،
كما شدد على أن الوزارة تعمل على تسريع إدخال المشروعات المكتشفة إلى مرحلة الإنتاج لتقليل فاتورة الاستيراد وتعزيز أمن الطاقة.
وأشار بدوي إلى أن فصل الصيف شهد هذا العام استقرارا في منظومة الكهرباء دون أي انقطاعات، موضحا أن ذلك جاء نتيجة جهود كبيرة بذلتها جميع فرق العمل بالقطاع؛ سواء في الحد من التناقص الطبيعي للإنتاج من الزيت والغاز، أو في بناء بنية تحتية قادرة على تأمين إمدادات الطاقة لجميع قطاعات الدولة.
وكشف، أن فريقا من العاملين بالوزارة نجح - خلال عشرة أشهر فقط - في تجهيز أرصفة لاستقبال سفن التغييز وربط شبكة الغاز بمدخلات الغاز القادمة منها، بجانب تنفيذ التعديلات اللازمة لتلك السفن.
وقال إن بلاده أصبحت تملك ثلاث سفن تغييز قادرة على ضخ 2250 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا عبر الأرصفة المصرية في العين السخنة، بالإضافة إلى سفينة رابعة في الأردن، الأمر الذي ضمن استدامة إمدادات الغاز للشبكة القومية.
ولفت وزير البترول المصري، إلى توجيهات القيادة السياسية بالحفاظ على انتظام سداد الفواتير الشهرية للشركاء الأجانب وخفض المتأخرات، مؤكدا أن ذلك عزز ثقتهم وزاد من ضخ استثمارات جديدة في أعمال البحث والإنتاج، موضحا أن الوزارة نجحت في خفض المستحقات لأقل من النصف، مع الالتزام الكامل بالسداد شهريا.
وقال إن الإنتاج المحلي من الغاز والبترول شهد انخفاضًا منذ 2021 بسبب تراجع الاستثمارات، لكن العمل على تحفيز الشركاء وتحسين بيئة الاستثمار أسفر عن وقف التراجع والعودة إلى مسار الصعود.
وأوضح، أن إنتاج الغاز وصل من 6600 مليون قدم مكعبة يوميًا في 2021 إلى 4700 في يونيو 2024، ثم انخفض لأدنى مستوى عند 4020 مليون قدم مكعبة، قبل أن يبدأ في الارتفاع مجددًا ليصل إلى 4200 مليون قدم مكعبة في سبتمبر الماضي.
وحول إنتاج الزيت الخام، أوضح الوزير، أنه انخفض إلى 540 ألف برميل يوميًا في فبراير الماضي بعد أن كان في حدود 600 ألف برميل، مشيرا إلى بدء مرحلة استقرار؛ تمهيدا للعودة إلى زيادة الإنتاج، خصوصًا مع إعلان اكتشافات جديدة في الصحراء الغربية وخليج السويس بالتعاون مع الشركات العاملة.
وأكد الوزير المصري، أن البحر المتوسط يضم احتياطيات ضخمة، وأن الشركاء العالميين - مثل "إكسون موبيل" و"إيني" و"بي.بي." و"شل" - يعملون بالتوازي على الإنتاج والاستكشاف.
