جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الادارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

كتاب وآراء   2025-05-18T07:13:00+03:00

*صمت العرب وتحدث السيسي!*

الشيخ سعد الفقى

 

 

 

 

في كلمته أمام مؤتمر القمة الذي عقد ببغداد، تكلم الرئيس عبد الفتاح السيسي من قلبه، فوصلت كلماته ورسائله إلى القلوب. خاطب العرب حكامًا وشعوبًا، وخاطب العالم بأسره، وضع النقاط فوق الحروف، وصف الداء ورصد الدواء. قال الرئيس: "تنعقد قمتنا اليوم، في ظرف تاريخي، حيث تواجه منطقتنا تحديات معقدة، وظروف غير مسبوقة، تتطلب منا جميعًا قادة وشعوبًا وقفة موحدة، وأن نكون على قلب رجل واحد، قولًا وفعلًا، حفاظًا على أمن أوطاننا، وصونًا لحقوق ومقدرات شعوبنا". تحدث الرئيس عن القضية المحورية وهي قضية فلسطين الأرض والتاريخ والمقدسات، فقال: "ما ترسخ لدينا جميعًا وأؤكد عليه لا يخفى على أحد أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة وأكثرها دقة، إذ يتعرض الشعب الفلسطيني لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية على مدار أكثر من عام ونصف، تهدف إلى طمس هويته وإنهاء وجوده في قطاع غزة. حيث تعرض القطاع لعملية تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة، في محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسرًا تحت أهوال الحرب، فلم تبق آلة الحرب الإسرائيلية حجرًا على حجر، ولم ترحم طفلًا أو شيخًا، واتخذت من التجويع والحرمان من الخدمات الصحية سلاحًا، ومن التدمير نهجًا.. مما أدى إلى نزوح قرابة مليوني فلسطيني داخل القطاع، في تحد صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية". تحدث أيضًا عن الجهود المصرية التي بذلت وما زالت لوقف نزيف الدم الفلسطيني فقال: "منذ أكتوبر 2023، كثفت مصر جهودها السياسية، لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وبذلت مساعي مضنية، للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية. وفي إطار مساعيها، بادرت مصر، بالدعوة لعقد قمة القاهرة العربية غير العادية، في 4 مارس 2025، التي أكدت الموقف العربي الثابت، برفض تهجير الشعب الفلسطيني، وتبنت خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير أهله. وهي الخطة التي لقيت تأييدًا واسعًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا. وقد وجه العرب من خلال قمة القاهرة، رسالة حاسمة للعالم، تؤكد أن إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية"، هو السبيل الأوحد، للخروج من دوامة العنف، التي ما زالت تعصف بالمنطقة، مهددة استقرار شعوبها كافة.. بلا استثناء". الرئيس كان واضحًا وبعث برسالة إلى الاحتلال وكررها، أنه حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال ما لم تقم الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية. الألم لا يقف عند حدود القضية الفلسطينية، فالعرب يواجهون تحديات مصيرية تستوجب أن نقف جميعًا صفًا واحدًا. تكلم الرئيس عن مأساة السودان الشقيق، والذي يمر بمنعطف خطير، يهدد وحدته واستقراره.. مما يستوجب العمل العاجل، لضمان وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة الأراضي السودانية ومؤسساتها الوطنية.. ورفض أي مساع. سوريا هي الأخرى كانت وما زالت متربعة في خطاب الرئيس، لابد من استثمار رفع العقوبات الأمريكية، لمصلحة الشعب السوري.. وضمان أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة؛ بلا إقصاء أو تهميش. والمحافظة على الدولة السورية ووحدتها، ومكافحة الإرهاب وتجنب عودته، مع انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الجولان وجميع الأراضي السورية. وفي لبنان يبقى السبيل الأوحد لضمان الاستقرار في الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وقرار مجلس الأمن رقم "1701"، وانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني واحترام سيادته، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمسؤولياته. أما ليبيا، فإن مصر مستمرة في جهودها الحثيثة، للتوصل إلى مصالحة سياسية شاملة، وفق المرجعيات المتفق عليها.. من خلال مسار سياسي ليبي، يفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، تمكن الشعب الليبي من اختيار قيادته، وتضمن أن تظل ليبيا لأهلها.. مع خروج كافة القوات والميليشيات الأجنبية من ليبيا. وفي اليمن، فقد طال أمد الصراع، وحان الوقت لاستعادة هذا البلد العريق توازنه واستقراره، عبر تسوية شاملة تنهي الأزمة الإنسانية، التي طالته لسنوات، وتحفظ وحدة اليمن ومؤسساته الشرعية. ولابد من ضرورة عودة الملاحة إلى طبيعتها في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وتهيئة الأجواء للاستقرار والبحث عن الحلول التي تعود بالنفع على شعوبنا. كما لا ننسى دعمنا المتواصل للصومال الشقيق، مؤكدًا الرفض القاطع لأي محاولات للنيل من سيادته، وداعيًا كافة الشركاء الإقليميين والدوليين، لدعم الحكومة الصومالية، للحفاظ على الأمن والاستقرار. في ختام كلمته قال الرئيس: "أقول لكم بكل صدق وإخلاص: إن الأمانة الثقيلة التي نحملها جميعًا، واللحظة التاريخية التي نقف فيها اليوم، تلزمنا بأن نعلي مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، وأن نعمل معًا يدًا بيد على تسوية النزاعات والقضايا المصيرية التي تعصف بالمنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ القضية المركزية التي لا حياد فيها عن العدل.. ولا تهاون فيها عن الحق".. حفظ الله مصر شعبًا وجيشًا ورئيسًا..


مقالات مشتركة