قليلون هؤلاء الذين تليق بهم المناصب، و تتزين بهم المواقع القيادية و الرتب الوظيفية، هؤلاء يعملون بلا ضجيج، من بينهم ، ان لم يكن في مقدمتهم رغم قلتهم ، اسم برز مؤخراً علي السطح، فتح الشهية لمعرفة ماذا فعل، وكيف فعل ؟ .. أتحدث عن المهندس طارق عبدالشافي رئيس شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، الذي تحمل المسؤولية في شهر يونيو الماضي، عندما أصدر المهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر اختياره، ووافق الدكتورمحمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، علي تعيينه رئيسا للشركة والعضو المنتدب لها.
لم تكن الأوضاع داخل الشركة قبل قدومه " تسر عدو و لا حبيب" ، حيث لا حديث بين العاملين وجمهور المتعاملين سوي عن السلبيات، الجميع كان يشكو ، الجميع لم يخف استياءهم ، لكن فجأة تبدل الحال، وتحولت الشكاوي الي استحسان، أما السبب فيكمن في سياسة الدولة وتطبيق معايير اختيار القيادات، و أيضاً لمسايرة طموحات القيادة السياسية، بأحداث نقلة نوعية في القطاعات الحيوية للدولة، وفي القلب منها قطاع الطاقة والكهرباء، باعتباره عصب الحياة، ونواة التطور والانطلاق في المجالات كافة
حيث شهدت شركة كهرباء جنوب القاهرة أموراً كارثية، لو تم تركها علي حالها ، لكان الخراب بلا حدود، الفساد حدث ولا حرج، مسلسل خسائر الفقد لا تتوقف، توحش قلة قليلة سيطرت على جنبات وفروع الشركة، الأمر الذي استوجب أن تتدخل القيادات الفاعلة والوزير، لإنقاذ الشركة المهمة، ومن هنا كان تفكير المهندس جابر الدسوقي، في تعيين شخصية ذات كفاءة عالية، قادرة على مواجهة كل هذه التحديات، فتوافقت نظرة رئيس الشركة القابضة، مع توجهات الوزير، ووقع الاختيار على المهندس طارق عبد الشافي .
فور تولي المسؤولية أثبت عبد الشافي أنه، عند حسن ظن القيادة به، فكانت الضربات الموجعة لكل أوكار وأركان الفساد الظاهرة والمخفية، مستخدما كل خبراته الإدارية، وعلومه في فن الإدارة، لتقويض وإحكام السيطرة على هذه التحديات، ولذلك لم يكن مستغربا أن يحقق انجازات ملموسة وواضحة، في غضون شهر قليلة، بتنفيذ أفكار خارج الصندوق، فقام بجولات مفاجئة ومباغتة، مستغلا فرصة أن كثيرا من الموظفين لم يتعرفوا على شخصيته وملامحه، فارتدى الملابس "الكاجوال" و تتحرر من قيود المنصب ، ونزل بمفرده الى ميادين العمل، وتعامل مع الموظفين وكأنه مواطن بسيط يطلب حقوقه في الخدمات من الشركة، ومن خلال التعاملات على مدار عدة أيام استطاع الكشف عن السلبيات التي كان يستهدفها في الأساس للوقوف عليها، وسرعة معالجعتها ووضع الحلول الناجعة للقضاء على كل ماهو لا يتناسب مع اسم وعراقة الشركة القابضة للكهرباء .
الجهود الكبيرة التي بذلها المهندس طارق عبدالشافي ، في الشهور القليلة الماضية، كان لابد أن تنتج ثمارها وتسفر على نجاحات وانجازات غير مسبوقة، فلأول مرة منذ ما يقرب من 4 سنوات يتم القضاء على 13% من نسب سرقات التيار الكهربائى بالشركة، والتي تسببت في خسائر مالية ضخمة لقطاع الكهرباء بشكل عام، و لشركة جنوب القاهرة بصفة خاصة، كما نجح في خفض نسبة الفقد بالشركة إلى 30 %، التي كانت وصلت في يوليو الماضى إلى 43% على مستوى الشركة بالكامل، ووصلت إلى 60% بمعظم القطاعات بسبب سرقات التيار الكهربائى وتراجع نسب التحصيل، بعد تنفيذ خطة الوزارة لتكثيف حملات ضبط سارقي التيار الكهربائي وإعادة تقيم قيمة الممارسات لكبار المشتركين.
لم تكن فقط هذه الإنجازات هي التي تحققت خلال الفترة القصيرة، وإنما نجح بالاصرار والعزيمة في اختراق ملف العدادات الكودية، واسفرت قراراته الحاسمة عن سرعة تركيبها للمبانى المخالفة، مما ساهم في القضاء على السرقات وضخامة نسبة الفقد، ومواجهة عجز التحصيل.
ولأول مرة تنجح الشركة، في سداد نسبة كبيرة من المديونيات المتراكمة المستحقة لوزارة البترول، للتمكن من الحصول على الوقود من أجل محطات الإنتاج، وتحقيق القدرة والكفاءة على الانتهاء قريبًا من أزمة تخفيف الأحمال.
ولأن المهندس طارق الشيخ، صاحب رؤية مستقبلية بعيدة المدى، تتناسب مع طموحات الجمهورية الجديدة، ومبادرات القيادة السياسية، والتماشي مع اهداف استراتيجية التنمية المستدامة، كان لابد من أن يقتحم عبد الشافي، عش الدبابير، في الشركة ومطاردة أعضائه، فكانت خطته في اصلاح الهيكل الاداري، على أولوية أجندته لاعادة شركة جنوب القاهرة، إلى وضعها الطبيعي في مقدمة صفوف الشركات، ومن هنا كانت القرارات الحاسمة، له بتنفيذ أكبر حركة تغييرات شهدها قطاع الشئون التجارية بالشركة،
حيث أجري المهندس طارق عبد الشافي حركة تنقلات ل18 قيادة بالشئون التجارية، فكانت هي الحركة الأوسع في تاريخ الشركة، لأنها شملت أسماء قيادات لم يكن أحد يستطيع الاقتراب منهم ، خاصة أن من بينهم، زوجات بعض قيادات الكهرباء المهيمنين علي أركان الوزارة منذ عقود زمينة طويلة وكأنها كانت « الوسية » الأمر الذي لاقى ارتياحا كبيرا، لدى قيادات الشركة القابضة برئاسة المهندس جابر الدسوقي، الى عموم الموظفين والعاملين بشركة جنوب، حيث بزغ عهد جديد وفجر واعد لشركة جنوب، ورئيسها الذي أعلن للجميع أن مكتبه، سيظل مفتوحا لهم، يستقبل اقتراحاتهم للتطوير ويستمع لشكاويهم ، ويدرس ويبحث، من أجل هدف واحد هو الصالح العام، ومن هنا لم نستغرب أن أطلق العاملون بالشركة شعار « العهد السعيد لشركة جنوب» على هذه المرحلة.
ولذلك ننتظر الكثير من الإنجازات والاصلاحات التي تستهدف الصالح العام لمصرنا العزيزة والجمهورية الجديدة، التي أرسى دعائمها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.