جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

سيد سعيد يكتب   2023-01-22T21:06:01+02:00

د. محمد عبدالمعطي عميد المعهد القومى للأورام .. الطبيب الانسان

سيد سعيد

الإنسانية ليست درجة وظيفية، أو لقب أو لافتة، أو رتبة ، او نيشان يحصل عليه المسؤول - أي مسؤول وأيا كان اسمه وأيا كان موقعه - لأنه يقوم بأداء واجبه الوظيفى مثلاً ، إنما هي  سمة من السمات  الاساسية و مكون رئيسي من مكونات الشخصية المتحققة على المستويين الذاتى و المهنى ، فهذه السمة او الصفات المحيطة بها،  لا تأتى عن طريق التعلم من الدروس أو المحاضرات ،او  انها مكتسبة بفعل الاشفاق على البسطاء ، لذا يصبح من الصعب ، بل من الصعب جداً ، أن يتحول معناها النبيل الي وصف مجانى عابر ، لا يتسق مع جوهر  المعني ،وما يحويه من دلالات عميقة ، تتجاوز فى مضمونها كل العبارات الانشائية .

الاستهلال مقصود في تلك المقالة ، فمصطلح الانسانية يبرز بجلاء  أمام القاصى و الدانى من دون تزويق للقصد ، حين يطالع سيمفونية النجاح الاداري المُبهرة ، والمشحونة بقدر هائل من الانسانية ، التى صارت مرادف موضوعى لاسم  الدكتور محمد عبد المعطي مدير  الصرح الطبى الأشهر والأهم فى مصر الآن ، وهو معهد الأورام القومي .

ان منظومة العمل التى يقودها ببراعة الدكتور عبدالمعطي فى المعهد تؤكد المقولة الدارجة فى أدبيات المتفائلين "فيها حاجة حلوة" ، فالرجل الذى تولى ادارة المعهد خلفاً لاسماء بارزة ولامعة ، استطاع خلال فترة وجيزة جداً ،  ان يحفر اسمه باقتدار بعلمه، و بقدرته على ترجمة مفهوم "المسئولية الوطنية والاخلاقية  "  فى قلوب المترددين للعلاج، او لاجراء الجراحات ، ما أضفى على الصرح الطبى الشامخ مكانة تشى بالارتياح والثقة فى نفوس المواطنين .

الانسانية فى هذه الحالة ،ليست مستقلة بذاتها، أو شاردة عن جواهر  أخري لامعة متراصة فى تشابك متين منها ، النبوغ العلمى ، والفهم الدقيق لأساليب الادارة الناجحة، والثقة بالنفس، والرقى،  والملكات الشخصية "الكاريزما" ، والأهم هو الايمان والقناعة بأن الطبيب ليس موظف ، انما يؤدى رسالة سامية ، رسالة نبيلة ، وهل هناك اعظم من تطبيب الآلام؟

 إن معهد الأورام، ليس مجرد بناية تابعة لوزارة الصحة ، وتعانى مثل بقية المستشفيات المنتشرة فى بر مصر من الاهمال والفشل الادارى ، انما هو  صرح طبي وتعليمي عملاق يؤدي الخدمة الطبية والمتابعة المستمرة واجراء الفحوصات والعمليات .

ولذا فان النظرة الرسمية إليه تفوق غيره ، خاصة فى اختيار القيادة المسؤولة ، ومن هذه الزاوية تحديداً ،يمكن لنا  الحكم بموضوعية على الثقة فى شخص الدكتور محمد عبدالمعطي ، الذى يتسم ،وفق شهادات كبار الأطباء فى مجال طب الاورام  ، و شهادات تلاميذه وزملاءه ، والمترددين على المعهد ، وقبلهم جميعاً ، المرافقون لحالات الطوارئ  والمرضى ،  أن الرجل لا يدخر جهداً او وقتاً ، فى سبيل انقاذ المرضى ، وتذليل الاجراءات امامهم  ، والمتابعة الشخصية ، خاصة

 أن المعهد يقوم بعمل الجراحات و الخدمات الملحقة بالعملية .

ان حديثنا عن القيادات الوطنية المُشرفة لم يأت من فراغ ، لذا فانه لن يتوقف،  على الاقل من جانبنا ، لا لكي  يعى المتكاسلون ان المواقع القيادية  والمهمة لا تاتى مصادفة ، لكن تحكمها معايير مثل التى توافرت فى شخص عميد المعهد القومى  للاورام ، لكى لكى يدرك الجميع ان النجاح ارادة ، والتفوق المهني والنبوغ  العلمى مسؤولية وطنية  .


مقالات مشتركة