جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

رئيس التحرير يكتب   2023-10-25T08:10:32+02:00

مقالات عن   طوفان الأقصى

الحرب الإسرائيلية على غزة .. حقائق وكوارث ودروس مستفادة

محمد طرابيه

من الصعب الكتابة عن حدث أوقضية تتجدد فيه الأحداث في كل لحظه وهناك مئات الأخبار التي تبثها وكالات الانباء في كل انحاء العالم عنها .

 

والموضوع يزداد صعوبه اذا كان الحدث بحجم العدوان الاسرائيلي السافر والغاشم ضد الشعب الفلسطيني الاعزل .

 وإذا كان الأمر قد يكون سهلاً الى حد ما في حاله الكتابة لصحيفه او لموقع الكتروني ، فإن الصعوبه تزداد في حال الكتابة للصحيفة الورقية .

 وفي كل الأحوال لم يكن من الممكن الكتابة عن أى موضوع آخر غير التضامن مع فلسطين وشعبها وكشف فضائح الكيان الصهيونى وحلفاءه من الدول والمنظمات الدولية .

ولذلك قررت أن أكتب سطور هذا المقال للتعبير عن وجهة نظر وكشف لحجم الخسائرالناجمة عن هذه الكارثة  المستمرة حتى الآن خاصه على مصر وتحليل لمواقف القيادة السياسية في مصر ومواقف الدول والمنظمات العالميه لنخرج من كل هذا بدروس مستفادة لعلنا نستفيد منها في المستقبل القريب أو البعيد .

 

- من أكثر ايجابيات هذه الأزمة ثبات الموقف السياسى المصرى وهو  التأكيد على قرار حل الدولتين وإدخال المساعدات للمدنيين وفتح المعابر للمصابين، وهو ما تنادي به مصر منذ سنوات.

 

كما أعجبنى الموقف الموحد لمصر والأردن لإتخاذ قرارات موحدة للرد على قيام الجيش الإسرائيلي  بمحاولة دفع الفلسطينيين إلى جنوبي غزة قرب معبر رفح، وهو ما يشكل ضغطا على مصر، ما اعتبرته السلطات فيها وفي الأردن وفي دول أخرى "تصديرا للأزمة لدول الجوار".

 

وهو ما دفع مصر للتأكيد مجدداً على رفضها   لأي خطة للقيام بعملية توطين واسعة للفلسطينيين في سيناء. فمصر ليس لديها مخيمات أو معسكرات أو مناطق تستوعب هذه الأعداد الكبيرة، وبالتالي يتركز الدور المصري حاليا، في الضغط لإدخال المساعدات اللازمة إلى القطاع.

 

 

 

 

- يحسب لمصر وللقيادة السياسية موقفها الحاسم والصارم ، بعد دعوة أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي سكان غزة من المدنيين، إلى التوجه إلى مصر إن أرادوا تجنب الضربات الجوية الإسرائيلية، وهو ما نفاه لاحقا متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي وسفيرة إسرائيل في القاهرة، حيث جاء الرد على لسان االرئيس السيسى بأن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، ولن تتهاون كذلك في حماية أمنها القومي.

 ولا يمكن أيضاً أن ننسى لمصر موقفها فى الأزمة الحالية ،  عندما بدأت قوافل المساعدات تتكدس في مدينة العريش بشمال سيناء المتاخمة لمعبر رفح، بانتظار دخولها إلى غزة، لكن القصف الإسرائيلي المتكرر على الجانب الفلسطيني من المعبر، حال دون عبورها. هنا أكدت مصر، أنها اشترطت تسهيل وصول المساعدات بأمان لقطاع غزة، مقابل السماح بعبور حاملي الجنسيات الأجنبية عبر رفح.

كما أكد السيسى أن استمرار العمليات العسكرية الحالية سيكون لها تداعيات أمنية وإنسانية يمكن أن تخرج عن السيطرة .

وبدون أدنى مبالغة ، فإن الموقف المصرى مشرف جداً في هذه الأزمة التي حلت ليس بفلسطين وحدها بل بالأمتين العربيه الاسلامية ويكفي أن العالم كله شهد بأن مصر شريك أساسي ولا غنى عنه في كل قضايا المنطقة .

 

- من بين المواقف الجديدة فى أزمات الصراع الاسرائيلى الفلسطينى أن مصر – وفقا للخبراء -   كانت تلجأ لواشنطن للضغط على إسرائيل في جولات التصعيد السابقة، ولكن هذه المرة تدعم الولايات المتحدة إسرائيل بشكل كامل وأرسلت أسلحة ومسؤولين إليها، وهددت دولا أخرى في المنطقة، كي لا تتدخل. وهنا وجدت مصر نفسها، تحت ضغط من دول مختلفة ومنظمات دولية للسماح للفلسطينيين بالدخول وتخفيف معاناتهم الإنسانية، وذلك مع استمرار رفضها للتجاوب مع مثل هذه الضغوط.

 

- مصر عليها أن تتنبه لأحد سيناريوهات الأزمة الحالية وهو  احتمالية دخول أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى رفح.

وفى هذا الشأن يرى الخبراء أن التحدي في هذا السيناريو، لن يكون بإدخال الفلسطينيين حاملي الأوراق الثبوتية والتأشيرات عبر معبر رفح، ولكن مع الذين ربما يعبرون الشريط الحدودي مباشرة، بعيدا عن التدقيق الأمني، وهو موقف لن تقبله مصر التي أمضت سنوات، في شن عمليات عسكرية متلاحقة، ضد مسلحي "ولاية سيناء" التابعين لتنظيم ما يُعرف بـ "الدولة الإسلامية"، لإخراجهم من هذه المنطقة، وبالتالي لن تتهاون مع سيناريو، قد يسمح بوصول عناصر متشددة مرة أخرى إلى سيناء.

 

 

 

- أثبتت الأزمة الحالية أن المصريين مهما تعددت اختلافاتهم ورؤاهم السياسية إلا أن   الشعب المصري فى وقت المحن والشدائد  يكون على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية ، لأن الجميع أدرك تمام الإدارك أن مصر مستهدفة بشكل أساسى  ،  وهو ما ظهر جلياً فى الإستجابة لدعوات الرئيس بنزول الناس للشوارع يوم الجمعة الماضى فلى كل ميادين مصر للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطينى الشقيق .وقد تأكد للجميع  أن الرئيس السيسى قائد حقيقى و قادر على قيادة سفينة  الوطن في ظل ضباب كثيف يحيط بالمنطقة سيدفع الجميع ثمنه .

 

 

- يخطىء من يتصور أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرب بين غزة وإسرائيل والتى تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات تكون مقصورة على طرفى الصراع ، حيث أن هناك دولاً آخرى  قد خسرت الكثير من الأموال فى هذا الصراع ومن بينها مصر .

حيث كشفت تقارير إعلامية أن منتجعات سياحية مصرية بسيناء قد بدأت تفقد إيرادات بعد اشتعال نيران الحرب بين قطاع غزة وإسرائيل إذ  سارع السائحون الإسرائيليون للمغادرة.

والجدير بالذكر أن عدد السائحين الإسرائيليين الوافدين إلى مصر بنهاية عام 2022 بلغ نحو 735 ألف سائح .

و من المعروف أن السياحة  تتأثر دائما بما يدور من أحداث داخلية وخارجية، وخلال الساعات الأولى من الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل غادرت وفود إسرائيلية المنتجعات المصرية التي تواجدت فيها.

وجرى تقدير أعدادهم وفقا لعاملين في هذه المنتجعات بنحو 50 ألف شخص كانوا في مناطق طابا ونويبع ودهب في محافظة جنوب سيناء القريبة من إسرائيل.

 

 

- من بين خسائر مصر الإقتصادية فى هذه الأزمة .. ما ذكرته شركة شيفرون الأميركية المشغلة لخط أنابيب غاز شرق المتوسط البحري بين إسرائيل ومصر إنها قررت تحويل صادرات الغاز إلى مصر عبر خط من الأردن ، وهذا الخط

يمتد من مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل، على بعد نحو 10 كيلومترات شمالي غزة، إلى العريش في مصر حيث يتصل هناك بخط أنابيب بري.

ويعد خط الأنابيب البالغ طوله 90 كيلومترا هو الرابط الرئيسي بين مصر وحقل الغاز البحري الإسرائيلي العملاق ليفياثان الذي تديره شركة شيفرون.

ولمن لا يعلم فإن مصر تستورد الغاز الإسرائيلي وتعيد تصديره بعد إسالته في محطتي الإسالة التابعتين لها في إدكو بقدرة 1.35 مليار قدم مكعب يوميا ودمياط بقدرة إسالة 750 مليون قدم مكعب يوميا.

ويشير محللون إلى إمكانية تأثر مصر حال تراجع واردات الغاز الإسرائيلي، خاصة أن الحكومة كانت تستهدف زيادتها في الفترة المقبلة لتصديره إلى أوروبا.

 

- تسببت الحرب الحالية  في ارتفاع أسعار النفط الذي تستورده مصر لتلبية احتياجاتها من الوقود، لكن الزيادة في الأسعار . وتشير تقديرات " بلومبيرج " إلى أن أسعار النفط قد ترتفع إلى 150 دولارا للبرميل، وينخفض النمو العالمي إلى 1.7%، ويحدث ركود قد يقتطع حوالي تريليون دولار من الناتج العالمي.ويمكن للصراع في الشرق الأوسط أن يؤدي لهزات عبر العالم لأن المنطقة مورد حيوي للطاقة وممر شحن رئيسي. والكارثة  كما سبق أن تحدث عنها الرئيس السيسى أن كل دولار زيادة فى سعر البترول العالمى يؤدى زيادة الأعباء التى تتحملها الدولة بمقدار مليار جنيه سنوياً .

 

 

 

 

 

- ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية في مصر بنسبة 8.3%،  منذ الحرب الاسرائيلية على غزة، بينما ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 5.8%، نتيحة زيادة الطلب، حيث دفع تصاعد الحرب إلى إقبال المستثمرين على الذهب باعتباره الملاذ الآمن.

 

- ( يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعى ) .. هذا المثل المأثور  يلخص ما يحدث في فلسطين الحبيبة من جانب دول العالم المتقدم وفى مقدمتها  امريكا وحليفاتها.. فهم يساندون اسرائيل ماديا ومعنويا وعسكريا ثم يمثلون انهم يبكون على المذابح  البشعه للشعب الفلسطينى الأعزل ويعملون على دعمه ومساندته .

 

 

 

 

استوقفنى بشده الهجوم ضد نجم المنتخب المصرى ونادى ليفربول الانجليزي محمد صلاح  سواء قبل أو بعد اعلان موقفه بالصوت والصورة عن رفضه واستنكاره لما يحدث من مجازر وحشية اسرائيلية  ضد الشعب الفلسطينى الأعزل ، وكنت أتمنى أن يعلم الجميع أن محمد صلاح رغم كونه نجم عالمى إلا أنه ليس ( حر نفسه ) - كما يقولون -  فهو لاعب محترف وتحكمه قواعد وقوانين دولية تحكم كرة القدم وقواعد صارمة تطبق على الجميع فى نادى كبير بحجم ليفربول . وكنت أتمنى ألا يتعامل الجميع مع محمد صلاح على أنه صلاح الدين الأيوبى  الذى سيحرر القدس وفلسطين .

 

ولا ننسى أن صلاح قبل أن يعلن موقفه الرافض للعدوان الإسرائيلى  قام بتقديم  دعم مادى كبيرا لم يكشف عن قيمته لصالح اهلنا في فلسطين عامه وقطاع غزه تحديدا لأن ذلك هو الأنفع والأجدى بالنسبة لهم .

 

 

 

- الموقف الروسي في الأزمه الراهنة رغم أنه مساند وداعم للقضية الفلسطينيه الا أنه ليس نابع عن قناعة شخصية للرئيس بوتين أو المؤسسات في روسيا ، بل يرجع الى  كونه تطبيق لشعار السياسه الأزلي أنها لغة المصالح وليس العواطف ، وأن روسيا رغم موقفها المحترم تبحث عن طرق لتصفيه حساباتها السياسية والعسكرية مع الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها من الدول والمنظمات الدولية في محاوله منها لاستعادة دورها المفقود كأحد الأقطاب المؤثره في النظام العالمي الجديد .

 

 

 

 

  • الولايات المتحدة الأمريكية ومعها معظم دول أوروبا لم تغير سياساتها المنحازة انحيازاً كاملاً لإسرائيل ، وهو ما كشفته تصريحات بلينكن وزير الخارجيه الامريكي الذي قال : "  انني لم أحضر لتل ابيب كوزير الخارجيه بل كيهودى وداعم لإسرائيل " .

ومن قبله قال بايدن إن "  دعم إسرائيل وأوكرانيا أمر حيوى للأمن القومى الأمريكى " . وبهذه المناسبة نشير إلى أن  الارقام الرسمية كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكيه قدمت لإسرائيل مساعدات ودعم يقدر ب 148 مليار دولار منذ عام 1948.

وهنا نشير إلى ما كشفته صحيفة واشنطن بوست أن مسئولي البيت الأبيض يبحثون مطالبة الكونجرس بحزمة مساعدات تهدف بشكل أساسى إلى دعم أوكرانيا وأسرائيل، والتي يمكن أن تتكلف 100 مليار دولار .

من جانبه دعا الرئيس الأوكرانى زيلينسكى، زعماء العالم إلى إظهار التضامن، والوحدة فى دعم إسرائيل، أما الأعجب، والأغرب حينما قال إن إسرائيل لها «كل الحق تماما مثل أوكرانيا فى حماية نفسها».

وفى هذا السياق أيضاً نشير إلى ما قاله  المستشار الألماني أولاف شولتز : "  نقف مع إسرائيل في الأوقات الصعبة وأمنها وأمن مواطنيها جزء من العقيدة السياسية لألمانيا " .

 


مقالات مشتركة