جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

سيد سعيد يكتب   2022-08-14T22:13:19+02:00

الحقيقة الغائبة فى حريق كنيسة امبابة

سيد سعيد

قبل أن نفيق من كارثة أو مصيبة ، تداهمنا أخرى أشد قسوة  من سابقتها، حتى صارت الأحزان جزءً  لا يتجزأ من مفردات حياتنا، ومن المؤسف أنها صارت من طبائع الأمور ، ولم يعد أمامنا سوى التعايش معها، جراء تفشى ثقافة  الإهمال واللامبالاه و التراخى ، نعم ثقافة وليس لها معنى آخر فى ظل غياب العقاب والمحاسبة .

 قبل ساعات داهمتنا حزمة من الاخبار المتفرقة عن حريق فى  كنيسه امبابه ، اندلع ، وفق شهادات المتواجدين فى قلب الكنيسة اليوم  الأحد ١٤ / ٨ / ٢٠٢٢ .

 المعلومات الأولية تشير الى أن الحادث نتج عن ماس كهربائي، و اشتعال اجهزة التكييف، مما أدى الى اختناق  المتواجدين ، واستشهاد  ٤١شهيداً .

هنا لا بد لنا من التوقف ، فشهادات الشهود ، تشير الى ان الحريق ظل مشتعلاً  لفترة طويلة والضحايا يتساقطون ما بين وفيات وحالات اغماء، والحماية المدنية لم تصل الا بعد ساعة ونصف الساعة ، رغم قرب المسافة من قسم الشرطة ونقطة المطافى التابعة للحماية المدنية والاهم  ان الكنيسه مثل بقية الكنائس على مستوى الجمهورية معين لها حراسة أمنية .

ما سردناه يؤكد ان خللاً ما احاط بالقصة ، خاصة  تأخر وصول الحماية المدنية لمدة تكفى لامتداد الحريق خارج مبنى الكنيسة ، فلو افترضنا  أن الحماية المدنية لا تتحرك الا من خلال الروتين ، يعنى ابلاغها اولاً  ، فهل كان التأخير بسبب عدم الإبلاغ ، وهذا يقودنا الى التساؤل عن جدوى الحراسة الأمنية على الكنيسة ، هل تقاعست عن الابلاغ ؟ وبالتالى حدث التاخير القاتل ، ام جرى الابلاغ واللامبالاه وراء ما حدث ؟ .

فى السياق ذاته ننتقل الى نقطة أخرى ، ربما تكون اشد قسوة من الكارثة ذاتها ، فالاحاديث المتواترة تشير الى اتصالات كثيفة  جرت من بعض المواطنين للتواصل مع  العميد هانى شعراوى مفتش قطاع شمال الجيزة ، لا نقاذ ما يمكن انقاذه قبل ان يتسع نطاق الكارثة ، لكنه لم    يرد ، الامر الذى يطرح الكثير من علامات الاستفهام ، خاصة فى ظل الطفرة  الايجابية غير المسبوقة ، التى تشهدها المنظومة الامنية فى الجيزة بقيادة مساعد الوزير  مدير الامن ومدير الادارة العامة للمباحث.

المعلومات ذاتها تشير الى ان عدم التحرك السريع ،سيكون محل تحقيق على اعلى مستوى، وان الحزم والعقاب هو عنوان التحقيق ، باعتبار ان الاهمال في حمايه المباني والارواح واستعمال الطرق، لا يكون ضد الارهاب وحده لكن ضد التسيب و ضد الحوادث العادية والمعتادة ، ولا يفوتنا فى سياق الحديث عن كارثة كنيسة امبابة ، ان الحادث عادى ، اى انه يندرج ضمن الحوادث التى تحدث بصورة يومية فى العديد من الأماكن ، لكننا اردنا فقط ان ندق ناقوس الخطر  ، لكن نستيقظ من غفواتنا الدائمة ، ولا نتحرك الا بعد خراب مالطة .


مقالات مشتركة